للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما السنوسية فدورها في الجزائر معروف. وقد تعرضنا له أكثر من مرة. ويكفي أنها تدخلت في ثورة الشريف محمد بن عبد الله في الخمسينات من القرن الماضي، وثورة بوعمامة، ولعلها ساعدت على تسريب الأمير محيي الدين بن الأمير عبد القادر ١٨٧٠ - ١٨٧١، وكان لها دور - حسب المصادر الفرنسية - في مختلف حوادث الصحراء بين ١٨٨٠ - ١٩١٩. وقد عدها ديبون وكوبولاني من الطرق الأجنبية التي كانت ترسل مبعوثين ليتجولوا في الصحراء ويتجهوا إلى بو عمامة. وقالا إن السلطات الفرنسية قد ألقت القبض على أحد هؤلاء المبعوثين، في سكيكدة سنة ١٨٩٥، وهو سيدي ابن علي. وكان هؤلاء متخفين بدعوى زيارة الزوايا الجزائرية. وكان سيدي ابن علي هذا من عيساوية مكناس، وكان أصلا زنجيا من السودان، وادعى أنه جاء كمفتش للزاوية العيساوية بالجزائر، ولكن السلطات الفرنسية قبضت عليه لشكها فيه أنه مبعوث من السنوسية. وقد منعت هذه السلطات كل دفع مالي باسم الزيارة الصوفية وغيرها من العطايا ذات الطابع الديني. وكانت قد وضعت يدها على كمية من المال عند أحد هؤلاء المتجولين المتخفين، حسب دعوى ديبون وكوبولاني (١). وكثيرة هي الحوادث المماثلة.

وكانت للقادرية أيضا اتصالاتها بين الجزائر وبغداد وبيروت. وكان وارث بركة الشيخ محيي الدين (والد الأمير عبد القادر) هو ابنه محمد السعيد، وقد ظل محمد السعيد هو الحامل لبركة والده في دمشق أيضا بعد الهجرة (٢). ثم حملها عنه ابنه محمد المرتضى الذي انتقل إلى بيروت وأصبح


(١) ديبون وكوبولاني، مرجع سابق، ص ٢٥٤.
(٢) جاء في (تحفة الزائر) ١/ ١٨٦ أن محمد بن عبد الله البغدادي جاء إلى الجزائر من بغداد وأكرمه محيي الدين والد الأمير وحارب معه الفرنسيين، وذهب إلى المغرب ثم رجع إلى الجزائر بعد معاهدة التافنة (١٨٣٧)، وانضم إلى الثائر ابن عودة المختاري (جنوب المدية) وحاربهما الأمير في أولاد نائل وأولاد مختار والزناخرة، ثم أوكل الأمير الأمر إلى خليفته محمد بن علال فهزمهما، وعفا الأمير عن البغدادي فتوجه إلى المغرب من جديد. وهناك شخص آخر ربما يكون من القادرية ذكره الكتاني =

<<  <  ج: ص:  >  >>