من التداول في الجزائر، ولكن ربما كانت تهرب إليها مع الحجاج والزوار والبريد. واهتمت الجريدة أيضا بأحوال ليبيا وتونس والمغرب، ولا ندري كم دامت، ولعلها قد استمرت إلى حوالي ١٩١٦.
أما المجلة الوحيدة فهي (المنهاج) التي أسسها الشيخ إبراهيم أطفيش في مصر سنة ١٩٢٤. وقد اهتمت بالقضايا الإسلامية عامة وقضايا المغرب العربي ولا سيما ناحية ميزاب. وكان الشيخ أطفيش من المهاجرين بعد أن درس في تونس. وله آراء متنورة في الإصلاح الإسلامي، وكان قد مثل الجزائر في عدة مناسبات عربية، منها مؤتمر القدس الذي انعقد سنة ١٩٣١، وسندرس بعض تآليفه.
ومن الجرائد التي اهتمت بالجزائر جريدة (الجوائب) العثمانية، وكانت تنشر أخبارها كالثورات والمحاكمات والهجرة، مثل ثورة ١٨٧١ وثورة ١٨٨١. وقد رأينا أن بعض الجزائريين ساهموا في هذه الجريدة وكانوا على صلة بصاحبها أحمد فارس الشدياق.
وهناك جرائد ظهرت في مصر أيضا، ووجدت في حرية الصحافة مجالا واسعا، فعبرت عن قضية الجزائر دون تردد، ومن ذلك جرائد العصر الجديد، والمؤيد والحق. بالنسبة للأولى نعلم من بعض المصادر أن أحد الجزائريين كان يكتب فيها باسم إبراهيم خالد ويهاجم السياسة الفرنسية في الجزائر، ولعله اسم مستعار، لأننا لا نعرف حتى الآن شخصية تاريخية بهذا الاسم. وكان الشيخ علي يوسف من المثقفين العرب والمسلمين القلائل الذين اهتموا بشؤون الجزائر والمغرب العربي. ومع أنه لم يكن يهاجم
= استشهدوا في صفوف الثورة السورية، انظر الخالدي (المهجرون) مخطوط، ص ٣٩٤. وقال عن الجريدة انها كانت يومية سياسية، أدبية، علمية، تجارية، فكاهية، تخدم الدولة العثمانية والإسلام. ومعنى هذا أنها كانت تدافع عن السياسة الإسلامية للدولة العثمانية. انظر أيضا باردان (الجزائريون والتونسيون)، مرجع سابق، ص ٢٣٠، ومذكرات الأمير سعيد الجزائري دار اليقظة، دمشق، ١٩٦٨، وأيضا صالح خرفي (الجزائر والأصالة الثورية).