للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يتخرج من فرنسا) وتخليص الأبريز للطهطاوي حظا كبيرا من التنويه (١). كما نوهت الصحف الفرنسية بزيارة إبراهيم باشا لفرنسا. وكان هدف هذه الصحف هو توظيف العلاقات المصرية - الفرنسية في خدمة العلاقات الجزائرية - الفرنسية.

ومن ذلك زيارة الفرقة الموسيقية المصرية للمغرب سنة ١٩٠٥. وكان ذلك حدثا صغيرا لو كانت الأمور عادية. ولكن فرنسا ربطت بين هذا الحادث الصغير وسياستها في المغرب والجزائر، وشكلت صحيفة (الأخبار) شبه الرسمية والناطقة باسم الكولون في الجزائر، ذلك الخبر بشكل يبعث على السخرية. فقد ذكرت أن السلطان المغربي المولى عبد العزيز، قد استقدم الفرقة المصرية لتهدئة الخواطر وتبادل الهموم بين الشعبين المصري والمراكشي وأن هذا السلطان كلف وكيله في مصر ليبعث إليه فرقة مصرية أخرى من الموسيقيين والراقصين والراقصات ليزيل ما علق بخاطره من الهموم على إثر زيارة الامبراطور الألماني ويليام الثاني لطنجة. وقد مرت الفرقة المصرية من تونس إلى المغرب (عبر الجزائر؟) برئاسة الفنان موسى بركات (٢).

ومنذ ١٨٦٩ نشرت (المبشر) مقالة مطولة عن نشأة (الجمعية العلمية السورية) وبرنامجها. وكانت هذه الجمعية قد تأسست بزعامة بطرس البستاني (٣). ولعلها كانت مدعومة من بعض الدول والهيئات الدولية، بينما كانت فرنسا تطرد السوريين من الجزائر إذا ظهر لها أنهم يثيرون الشغب


(١) مثلا أنظر محمد الصالح العنتري (هدية الإخوان)، ط. قسنطينة ١٨٤. وكذلك المجلة الآسيوية. J. A رقم ١٠ سلسلة ٤، السنة ٧ ١٨٤، ص ٢٥٩ - ٢٦٢.
(٢) الفرقة الأولى وصلت المغرب أبريل ١٩٠٤ بعد اتفاق فرنسا وبريطانيا المعروف على إطلاق يد كل منهما فى المغرب ومصر. وكانت أيضا برئاسة موسى بركات. انظر (الأخبار) عدد ١٥ أكتوبر ١٩٠٥. وعدد الفرقة الثانية ثمانية، رجالا ونساء.
(٣) المبشر ١٥ أبريل ١٨٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>