للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨٦٣. وأنجب إبنين أصبحا مثله من المترجمين، أحدهما قتل في معركة إيزلي (إيسلي) ضد الجيش المغربي ١٨٤٤، والآخر قتل أثناء معركة الزعاطشة ١٨٤٩. ومنهم دبوسي الذي ولد أيضا بالقاهرة وكان من المماليك، وأثناء عمله مترجما في الجزائر جرح عدة مرات، ومات سنة ١٨٤٠. وأما يعقوب حبيبي فقد كان مملوكا قديما. ولعله من مواليد مصر، وأصبح من المترجمين الرئيسين في جيش الحملة، ثم رجع إلى فرنسا بعدها. وهناك أيضا داود حبيبي (ولعله أخ الأول)، وقد قام بنفس الدور. ونذكر منهم لويس دي براسفيتش الذي ولد في راقوس حوالي ١٧٧٢، وكان مترجما للجيش الفرنسي في مصر، وقيل إنه رافق الحملة ضد الجزائر، وفاوض الداي وتعرض للخطر، ومات في ١٩ يوليو ١٨٣٠ ودفن في باب الواد. ولا ندري إن كان قد مات مقتولا.

وهناك عدد ممن كانوا يعرفون العربية ولهم علاقة بالمشرق، ثم تولوا الترجمة وأمورا إدارية أخرى بعد نجاح الحملة، ومنهم جيراردان، وريمبير Raimbert ودوبينيوس. فهؤلاء الفرنسيون الثلاثة تعلموا اللغة العربية، وأرسلتهم حكومتهم إلى تونس لتأمين حياد حكومتي المغرب وتونس عند الهجوم على الجزائر، وتوفير التموين، والتأثير على السكان، وكذلك التأثير على الوضع في قسنطينة من تونس، وفي وهران، والعمل على فصل قضية الجزائر (حكومة الداي) عن بقية أجزاء البلاد والجيران. وكان جيراردان يعرف الجزائر جيدا حسب الذين ترجموا له، ولذلك عينه قائد الحملة مديرا للدومين (مصلحة أملاك الدولة) حيث بقي في المنصب إلى ١٨٣٣. وبعد ذلك عين مديرا للبريد بمدينة الاسكندرية (مصر). وأما دوبينيوس فقد كانت حكومته قد أرسلته في عدة مهمات إلى الشرق الأدنى، وكتب عدة مذكرات عن الجزائر وقدمها إلى بورمون. وبعد نجاح الحملة سماه هذا قائدا للشرطة في العاصمة. وقد أساء دوره وسلطته، وظن أنه يحسن التصرف. وكتب عن تجربته في الجزائر بعد أن رجع إلى بلاده سنة ١٨٣٢. وكان من المتهمين بالاختلاس من خزينة الدولة الجزائرية. وأما الثالث ريمبير فقد تعين على

<<  <  ج: ص:  >  >>