للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا أصبح عددهم كبيرا يكونون محفلأ خاصا بهم ولكن تحت إشراف محفل بيليزير. لكن وفاة هذا العقيد دفنت الاقتراح معه (١). وها نحن في أوائل الاحتلال مع الماسونية كما نحن بين الحربين مع الشيوعية تقريبا بالنسبة لوضع الجزائريين (٢).

ولم تتحدث المصادر عن وجود جزائريين في محفل بيليزير سوى سنة ١٨٤٨ أي في عهد الجمهورية الثانية، وبعد هزيمة الأمير عبد القادر. ففي جلسة ٢٢ نوفمبر من هذه السنة حضر خمسة من الزوار وفيهم جزائري واحد من بجاية (لم يذكروا اسمه). وبين ١٨٤٨ - ١٨٥٠، استقبلت محافل فرنسا الماسونية عددا من الأعضاء المسلمين غير الجزائريين، وقد اعتبر ذلك فشلا لمحفل بيليزير (٣)، لأن ما سمي (بالماسونية الإفريقية) لم تحقق هدفها، وربما بقي الحال كذلك حتى خلال القرن العشرين. ولعل ارتباط الماسونية بالاستعمار ومناهضة الحضارة الإسلامية له هو السبب في هذا الفشل.

وهناك من ادعى أن جزائريين قد دخلوا الماسونية قبل الاحتلال الفرنسي. وهم يشيرون إلى تجار (زاروا) بعض محافل فرنسا سنة ١٧٨٥، ١٧٨٦، كما وقع في محفل الشرق بمدية نانت. وقد قيل إن المدعو محمد


(١) انظر مشروع طاردو في ياكونو (بدايات الماسونية)، مرجع سابق، ص ٢٩٩ - ٣٠٠.
(٢) لم تكن فرنسا هي وحدها مصدر التحرك الماسوني، فقد كانت الماسونية نشيطة أيضا في إيطاليا وانكلترا. وفي سنة ١٨٤١ تأسس في تونس (محفل أطفال قرطاجنة)، ثم تتابع تكوين المحافل الماسونية بتونس، وكلها كانت إيطالية المصدر. وفي سنة ١٨٧٧ تأسس محفل آخر في تونس باسم قرطاجنة القديمة كان تابعا للمحفل الانكليزي عن طريق فرعه المالطي. وبعد احتلال تونس أسس الفرنسيون (سنة ١٨٨٥) محفل قرطاجنة الجديدة. وهكذا ترى أن المحافل الماسونية كانت تابعة للدول الاستعمارية والنشاط التنصيري. انظر مناصرية، مرجع سابق.
(٣) ذكر أن من بين المسلمين الذين قبلوا في محافل فرنسا عضوا من مسقط وآخر من جزيرة زنجبار (إباضيون؟).

<<  <  ج: ص:  >  >>