للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشمل هذا الفصل علوما اجتماعية ودراسات شتى. منها التصوف الذي قيل انه ازدهر خلال العهد الفرنسي ازدهارا لم تشهده البلاد من قبل، سيما منذ السبعينات من القرن الماضي. وقد تناولنا الطرق الصوفية العاملة خلال هذه الفترة وأطوارها وعلاقاتها وتعاليمها في غير هذا الجزء. وكان علينا أن ننتظر إنتاجا غزيرا في التصوف نتيجة ازدهار الطرق، ولكن الحصيلة، كما سنرى، قليلة وضعيفة. فظهر أن التصوف كان ممارسة بطريق الذكر والحضرة ومنح الإجازات وادعاء الكرامات أكثر منه تصوفا نظريا قائما على التفكر في الكون وخالقه والإنسان ومصيره ودوره في الحياة، وسندرج ضمن فقرة الصوفي الكتابات الاصلاحية الداعية إلى نبذ البدع والخرافات والردود على المبتدعة وأدعياء التصوف، والكشف عن العلاقة بين بعض الطرق الصوفية والاستعمار (١).

ولم تكن الطرق الصوفية على حد سواء في الإنتاج والتأليف. وربما كان الذين ألفوا حول كل طريقة علامة على علاقة تلك الطريقة بالعلم والثقافة. مثلا من بين الطرق التي ظلت على صلة بالتعليم عموما هي الرحمانية. فوجدت من بين أنصارها ممن وضع التعاريف برجالها وكتب الإجازات وألف حول انتشارها وتعاليمها. وفي الدرجة الثانية تأتي الشاذلية وفروعها كالدرقاوية، ثم القادرية والتجانية والسنوسية على الترتيب تقريبا (٢). وهناك مؤلفات لم نستطع تصنيفها حسب الطرق الصوفية لأن أصحابها وضعوها حول نظريات التصوف عموما، أو لأننا لم نطلع على محتواها ولم نهتد للانتماء الصوفي لصاحبها.


(١) انظر فصل التصوف. وكذلك الإجازات في فصل العلوم الدينية.
(٢) ألفت أعمال عديدة في مدح السنوسية وقدحها، خلال نموها وتهديدها للتوسع الغربي، ولا نعني هنا إلا ما ألفه الجزائريون حولها.

<<  <  ج: ص:  >  >>