للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرحمانية، سواء في الشمال أو في الجنوب، كانت مراكز لنشر التعليم العربي والدين الإسلامي، وكانت غالبا مراكز أيضا للثورات. ولكن الطريقة الرحمانية تلقت ضربات موجعة منذ احتلال زواوة، ثم منذ ثورة ١٨٧١ واحتلال تونس الذي أضعف دور زاوية نفطة (العزوزية). وسنتتع الآن عناوين المؤلفات التي تركها الزعماء الرحمانيون أو أتباعهم.

١ - حزب الفلاح ومصباح الأرواح، تأليف عبد الحفيظ الخنقي الونجلي. وهذا العمل عبارة عن رسالة في الطريقة الخلوتية التي أخذها بدوره عن محمد بن عزوز عن عبد الرحمن باش تارزي عن محمد بن عبد الرحمن الأزهري عن الحفناوي الخلوتي. أول الرسالة هو: باسم الله العظيم الأعظم الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ... اللهم نور قلوبنا ... الخ (١).

وعبد الحفيظ المذكور كان صوفيا. ومناضلا سياسيا أيضا. وقد عاصر ثورة الزعاطشة واحتلال بسكرة. وجاهد بسيفه، وكان، رغم علمه وكبر سنه، من المحاربين الأشداء. وقد قيل انه قتل الضابط سان جيرمان قبل أن يستشهد هو، أثناء معركة وادي براز قرب بلدة سيدي عقبة سنة ١٨٤٩، لكن المراجع المتأخرة تذكر أنه نجا من الموت، وأنه هاجر إلى نفطة على إثر ثورة الزعاطشة، وتوفي بنفطة سنة ١٨٥٠. وهو رأي لا نرجحه.

وترك عبد الحفيظ مجموعة أخرى من الرسائل (الكتيبات) في التصوف وما يتصل به، وهي حوالي سبعة نذكرها بعناوينها فقط:

أ - التعريف بالإنسان الكامل.

ب - الحكم الحفيظية، وهي الرسالة التي شرحها المكي بن الصديق الذي كان مدرسا ومفتيا بجامع سيدي المبارك (٢). وقد ألفها


(١) ضمن كناش رقم ٢٠٧٦ المكتبة الوطنية - تونس، بضعة أوراق.
(٢) ع. بن سعيد، جريدة الشعب ٨ مايو، ١٩٨٩. وجامع سيدي المبارك في بلدة الخنقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>