للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من بني عباس، وقد فهمنا أنه من الناحية الوهرانية، إذ كان قد درس في مدرسة مازونة، وحل بالمدية، وانخرط في الطريقة الشاذلية، التي كان محمد الموسوم شيخها، وذلك بنصيحة من زميله قاضي المدية علي بوحلي (بوحله). وقد عاش محمد بن الطيب في المدية أو في البرواقية فترة ثم تولى القضاء في المدية (١). أما مخوطوطاته فلم تصل إلى أيدينا.

١١ - تآليف أحمد بن مصطفى المعروف ابن عليوة المستغانمي. وهو من أعيان المتصوفة في هذا القرن. أسس زاوية في مستغانم حوالي ١٩١٩. وألف مجموعة من الكتب. وأنشأ مطبعة وجريدة. وذاع صيت ابن عليوة خلال العشرينات ومنتصف الثلاثينات، ودخل طريقته المسلمون وبعض النصارى. وتجاوز تأثيره الجزائر. وقد طبع عددا من كتبه في تونس. وبلغت مؤلفاته حوالي أربعة عشر تأليفا، معظمها رسائل. ويختلف المعاصرون في أصالة آراء ابن عليوة وفي قدرته على النظم والتأليف. ولكنهم لا يختلفون في مكانته وتأثيره.

وبالإضافة إلى التصوف الذي تلقاه عن شيوخه الدرقاويين نجد له آراء ومؤلفات هي أقرب إلى الفلسفة منها إلى التصوف المعتاد المقصور على الذكر والأوراد. ومن ذلك الكتاب المنسوب إليه بعنوان الأبحاث العلوية في الفلسفة الإسلامية (٢). وفي دراسة أوغسطين بيرك عنه آراء فلسفية نسبت إليه تجعله في مصاف أعلام الفلسفة المعاصرة (٣). بينما اتهمه البعض بأنه كان حلوليا، أي أن مذهبه الصوفي يقوم على مذهب الحلول.

ومن كتبه أيضا (القول المعروف في الرد على من أنكر التصوف)، المطبوع سنة ١٩٢٠. وقد قام عبدالحي الكتاني بتقريظ هذه الرسالة وحاول


(١) الإسكندر جولي (دراسة عن الشاذلية) في (المجلة الافريقية) ١٩٠٧، ص ٢١.
(٢) معجم أعلام الجزائر، ولم يذكر له صاحب (الاعلام الشرقية) كتاب مفتاح الشهود، بينما ذكر له مجموعة أخرى، ٣/ ٩٣.
(٣) أوغسطين بيرك (مرابط عصري) في (المجلة الافريقية) ١٩٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>