للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ليس في الإمكان أبدع مما كان) المنسوبة لأبي حامد الغزالي. ويذهب خوجة إلى تأييد هذه المقولة. وقد ناقش ذلك مناقشة مستفيضة. وحمدان خوجة كان من أعيان مدينة الجزائر عند الاحتلال، ومن التجار والمثقفين أيضا. ومن أسرة متنفذة دينا ودنيا. وحاول جهده في الحصول على إجلاء الفرنسيين عن الجزائر، وحين عجز هاجر إلى اسطانبول حيث توفي حوالي ١٨٤٥. وله عدة مؤلفات منها (المرآة) الذي ضاع أصله العربي وبقيت طبعته الفرنسية، وكتاب (اتحاف المنصفين) الذي طبعه بالتركية باسم (سنى الاتحاف) وظل أصله العربي مخطوطا إلى أن نشره محمد بن عبد الكريم (١).

٢ - ذكرى العاقل وتنبيه الغافل: ألفه الأمير عبد القادر عندما كان في بروسة، أوائل الخمسينات من القرن الماضي. وقد تناول فيه قضايا العلم والفلسفة والدين والحكمة والكتابة. وكان كتابا أقرب إلى الفلسفة الإسلامية منه إلى الدين والشريعة. وقد ترجم الكتاب إلى الفرنسية أحد المستشرقين الفرنسيين - وهو غوستاف دوقا - سنة ١٨٥٨. ويبدو أنه كان لنشاط هؤلاء المستشرقين ورجال الكنيسة وربما رجال الماسونية، أثر في تحرير هذا الكتاب. فبعد أن أطلق نابليون الثالث سراح الأمير من السجن، تلألأ اسم الأمير في عالم السياسة والفكر، وأثبت علماء الفرنسيين هذا الاسم (في ديوان العلماء من كل أمة وملة من أهل القرون الماضية)، كما يقول ابنه محمد في تحفة الزائر. وقد كتبوا إليه بذلك.

وكان رد الأمير على هذا التفضل أن كتب لهم رسالة ذكرى العاقل، وقسمها إلى مقدمة وثلاثة أبواب، وفي داخل الأبواب فصول. وقد جعل المقدمة في الحث على النظر والتأمل، ونبذ التقليد وذمه. وهذا من آثار التعمق في فهم الإسلام من جهة وربما من أثر التحدي الأروبي من جهة


(١) عندنا شريط من كتاب (حكمة العارف) عن نسخة أسطانبول. أما المرآة فقد ترجم عن الفرنسية إلى العربية. وأما اتحاف المنصفين، فقد نشر بالجزائر سنة ١٩٦٨. انظر دراسة ان عبد الكريم عن (حمدان خوجة)، دار الثقافة، بيروت ١٩٧٢، ص ١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>