للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأدعياء والمفسدين ومن يتذرعون بالدين ويخفون غايات شخصية، ولهم صلات (بالسلطة الاستبدادية). وذكر الأحزاب الإصلاحية التي ظهرت ومن عارضها من الخاملين. وقال ان (وطننا أصيب منذ أمد ببعض الحائرين، فجروا عليه الغباوة والجهالة. ولكن أشخاصا، تصدوا لذلك ونادوا بالنهضة والعلم وخدمة الدين).

يتلخص الكتاب في كونه دعوة إلى الإصلاح وإلى الدين الصحيح في نظره. وإلى العمل من أجل ذلك، والمحافظة على ثوابت الدين. وإحياء ما اندرس من المبادئ ورفض الاستكانة والجمود والدعوة إلى مجاراة العاملين من الأمم. وقال إن الفلسفة جيدة في حد ذاتها وانها هي التأمل في آيات الله ولا تعني، كما يفهم البعض، سوء العقيدة في الدين والإلحاد فيه. واعتبر الفلسفة أقساما: الإلهية وهي العبادات، والسياسية وهي تدبير الأحكام، والمدنية، وهي الأعمال التي يؤديها الإنسان من تجارة وصناعة، ثم أخلاقية وهي النفس وتهذيها. ودعا إبراهيم أطفيش إلى أن يتعلم المفتون والفقهاء شتى العلوم بما فيها الهندسة والكيمياء، لأن كثيرا من المستحضرات تأتي من أوروبا، فإذا أفتوا كانوا على بينة. وفي نظره أن الغربيين أهل جد واجتهاد وعلى المسلمين ألا يقفوا أمامهم مكتوفي الأيدي (١).

١٢ - الإسلام في حاجة إلى دعاية وتبشير، تأليف محمد السعيد الزاهري (٢). وقد بدأ الزاهري حياته الفكرية بالشعر والمقالة. وكان من أبرز


(١) إبراهيم أطفيش (الدعاية إلى سبيل المؤمنين)، القاهرة، المطبعة السلفية ١٩٢٣، ١٧٦ صفحة. وقد تعرض أطفيش إلى رسالة وزعها بعضهم وتضمنت أفكارا غريبة مثل ذم العلوم الفلسفية والعصرية، وذم الأسلوب العصري في التعليم، ومدح الخمول والاستكانة والحكم على رجال النهضة بالضلال، ونحو ذلك من الدعاوى. انظر ص ٤ - ١٢ من ديباجة الكتاب. عن حياة إبراهيم أطفيش انظر محمد ناصر في جريدة (السلام)، الحلقة الأولى ٣١ يناير ١٩٩١. وأيضا كتاب الجزائر لأحمد توفيق المدني، ص ٩٤.
(٢) بعض هذا الكتاب قد نشر في مجلة (الحديقة) المصرية لمحب الدين الخطيرب. =

<<  <  ج: ص:  >  >>