للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحب الفتوى التي طلب من العلماء المسلمين في الحجاز الموافقة عليها، والتي كان يقصد من ورائها الحد من هجرة الجزائريين نحو الشرق والتحكم في الحجاج (١).

وبعد صدور الكتيب المذكور نشرت (المبشر) حوله كلمة جاء فيها أن المؤلف مدرس في جامع سفير بالعاصمة لكي تبرر علاجه لموضوع ديني - علمي? سياسي. وقالت إنه استدل على آرائه في عدم منافاة الشريعة الإسلامية للحجر الصحي بآيات قرآنية وأحاديث نبوية وأقوال فقهية. ومن ثمة يفهم الناس أن حفظ الصحة الذي الذي استعمله الفرنسيون ليس ضد الدين الإسلامي، وكذلك إلزام الناس بالحجر الصحي لمنع انتشار الأوبئة. (وامتدحت المبشر الكتيب على أنه ذو قدر عظيم في كافة البلدان الإسلامية، تبعا لقدر المؤلف الذي هو (فقيه جزائري). ونفهم من ذلك أن الفرنسيين كانوا يوزعون الكتيب في بلدان الشرق وأفريقيا أيضا. وقد ترجموه إلى الفرنسية ونشروا الأصل والترجمة في كتيب واحد، وأشادت (صحف شتى) في فرنسا بهذا العمل. إن العلاقة واضحة في هذا التأليف بين الدعاية والعلم.

كما نشرت عن مجلة (أفريقية الفرنسية) تعليقا جاء فيه أن الكتيب يقع في أربعين صفحة، وأن المؤلف تحدث فيه عن الأدوية في الشريعة الإسلامية، ومكانة الطبيب (الحكيم) في الشريعة أيضا، وجاء على ذكر بعض الأعشاب المفيدة الموصى بها دينيا، كما جاء بنصوص من القرآن الكريم والحديث النبوي. والملاحظ أن المؤلف أشار أيضا إلى ما جاء في كتاب (إتحاف المنصفين) لحمدان خوجة حول الحجر الصحي، وذكر أن على المسلمين أن ينشدوا الطب عند غير المسلمين (أي الفرنسيين)، ونفهم من المجلة الفرنسية أن مفتي المالكية ابن زاكور، قد قدم الكتيب ومدح مؤلفه،


(١) عن هذه الفتوى انظر فصل الطرق الصوفية، والجزائر في المشارق والمغارب، وفقرة الهجرة في فصل مذاهب وتيارات. انظر عنهما أيضا بحثنا (فرنسيان في الحجاز) في مجلة (المنهل) السعودية، أغسطس (غشت)، ١٩٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>