للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الطب السحري والخرافي كالتعاويذ والأحجبة فلم يهتم بها.

أما الفصل الرابع والأخير فقد خصصه للطب الشرعي. فتناول فيه مدة الحمل، وشكل المولود (الراقد) من الوجهة الفقهية والقانونية. وكان هذا الموضوع يثير جدلا كبيرا بين الفقهاء وأهل القانون. وتناول كذلك قضية المرأة الغائب عنها زوجها. ففي بعض الجهات كان عليها أن تنتظر أربع سنوات، وفي بعضها سبع سنوات أو عشرة. وكان هذا الموضوع يتصل بشرف العائلات، وكذلك يتصل بالطب والشرعية، ومسألة الأبوة، وشرعية الولادات، والميراث. وقد ذكر ابن العربي أيضا بعض الأمراض والعلاجات الأخرى مثل الرمد وأمراض العيون بأنواع من العلاجات، إذا لم يشف المريض خلال ثمانية أيام. وذكر أيضا عملية ثقب (فتح) الرأس التي كانت شائعة في الأوراس والآلات التي كانت تستعمل في ذلك (١). ولعل ذلك هو ما شجع بعض الأوروبيين، ومنهم الإنكليز، على التعرف على هذه الطريقة، ولو بالحيلة، كما فعل سيمسون وفريقه سنة ١٩١٣.

٩ - رسالة في الطاعون عنوانها: (الدر المصون في تدبير الوباء والطاعون) ألفها محمد بن رجب وقدم لها ثم توسع فيها محمود بن علي بن الأمين، المعروف بابن الشيخ علي. وقد تحدثنا عن هذه الرسالة في الجزء الثاني، كما أشرنا إلى عمل ابن الشيخ علي فيها. وقد تمكنا من معرفة معلومات هامة حول المؤلف الثاني (ابن الشيخ علي) والرسالة. فهو ابن علي بن عبد القادر بن الأمين، أحد أعيان الجزائر في أوائل القرن الثالث عشر (١٩ م)، وكانت وفاته قبل الاحتلال. وكان من خريجي الأزهر (٢). أما ابنه محمود فقد عاصر الاحتلال وتأقلم معه، وتولى الوظائف الدينية، وكان يشتغل بالنساخة والخطاطة، فكان، كما قال صاحب (تعريف الخلف) (كتوبا عجيبا وله مشاركة في الفنون وأفكار غريبة). وكان محمود قد تولى أيضا


(١) انظر دراسة سيمسون، سابقا، وفي آخر هذه الفقرة سنترجم لابن العربي.
(٢) هو صاحب رسالة (أما بعد) التي درسناها في الجزء الثاني. وقد طبعت أخيرا، في مصر. وقد تولى ابن الأمين الفتوى عدة مرات، وهو شيخ ابن العنابي.

<<  <  ج: ص:  >  >>