للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدرسين في علم الصحة بالمدرسة الثعالبية. وكان مرسلي يفعل نفس الشيء في المدرسة الكتانية بقسنطينة.

وقد اشتغل عدد من الأطباء الجزائريين بالسياسة، ابتداء من الطيب مرسلي الذي كتب (مساهمة في المسألة الأهلية) سنة ١٨٩٢ عشية زيارة لجنة التحقيق الفرنسية للجزائر. وقد استمر على ذلك المنوال فترة من الزمن. وكان ابن التهامي كذلك قد دخل ميدان السياسة والمطالبة بالحقوق والمساواة من الفرنسيين، ثم وجدناه سنة ١٩١٢ على رأس الوفد الجزائري الذي زار باريس مطالبا بتعويض الخدمة العسكرية الإلزامية بالحقوق السياسية، ومنها المساواة، ثم أسس بعد الحرب جريدة (التقدم) وعارض الأمير خالد سياسيا. وأصبح محمد الصالح بن جلول من زعماء السياسة في قسنطينة حيث رأس (هيئة النواب) ثم أصبح على رأس المؤتمر الإسلامي سنة ١٩٣٦، وأسس حزبا باسم التجمع الفرنسي - الإسلامي، إلى أن أفل نجمه سياسيا منذ الحرب العالمية الثانية. وكان الشريف سعدان من أقطاب السياسة في بسكرة والجنوب منذ الثلاثينات، ثم دخل في حزب البيان سنة ١٩٤٦. وقد انضم الأمين دباغين إلى حزب الشعب. وهكذا كان الأطباء الجزائريون في الصفوف الأولى للعمل السياسي منذ بدأ الحديث عن المسألة الأهلية في أعقاب القرن الماضي.

وكان بعض الأطباء نوابا في البلديات ومجالس الولايات. فهذا علي بوضربة كان نائبا في مجلس بلدية العاصمة قبل وفاته سنة ١٩٠٧ عن ٤٣ سنة. وكان محمد بن العربي (الذي ستحدث عنه) أيضا نائبا في نفس البلدية.

والملاحظ أن بعض الأطباء عملوا خارج الجزائر أيضا. فهذا قدور بن العربي (أخو محمد المذكور) سبق له العمل طبيبا في بلاط بآيات تونس فترة. وقد ذكره أخوه في أطروحته وكذلك ذكره ابن العابد في (تقويم الأخلاق) (١).

ومعظم هؤلاء الأطباء كانوا متجنسين بالجنسية الفرنسية، أي أنهم


(١) محمد بن العابد الجلالي (تقويم الأخلاق) الجزائر، ١٩٢٧، ص ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>