للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتلمسان، وتولى القضاء على عهد الفرنسيين في الأصنام. ثم تولاه ابنه من بعده، وكان الابن مقربا إلى الفرنسيين. وللبزاغتي تآليف في علوم أخرى ذكرناها في مكانها (١). وقد اعتبره الفرنسيون من أبرز علماء وقته، وعدوه من الأذكياء في الفقه والسياسة. وكان صاحب زاوية أيضا.

٣ - تحفة السرور في أعمال الصحيح مع الكسور، تأليف محمد بن الموهوب بن مالك الزواوي المولود في قرية زكرى (دائرة عكورن) والمتوفى في حدود سنة ١٩٠٠. وقد انتهى من تأليفه في ١٧ أكتوبر ١٣٠٤ (١٨٨٦) وتوجد منه نسخة في مكتبة الشيخ ابن دريوة في بجاية (ضمن مجموع) (٢). وقيل إن لابن مالك مؤلفات أخرى في الرياضيات. وكان المؤلف قد درس في مسقط رأسه ثم في تونس ومصر. ثم رجع إلى بلاده. وكان حيا سنة ١٨٩٦. ولعله اشتغل بالتدريس في إحدى الزوايا في زواوة ولا نظن أنه كان من الموظفين الرسميين. ويقول في خطبة كتابه: (وبعد، فهذه تحفة السرور ... بطريق الكسر الإعشاري ينتفع بها المبتدي ... ويرجع إليها المنتهى، خصوصا في الأعداد الضم، ولا سيما عند إرادة العمل لمن لا يعرف النسبة وحل الأعداد). وقد حث الناس على تعلم الحساب وطريقة الكسور التي طبقها مشافهة، وكأنه يبدي شيئا من التأسف لأنهم لم ينتفعوا بعلمه في الحساب. وقد طلب منهم تعلمه مشافهة لأنه كان يعرف أن الأمية هي السائدة بينهم. ولذلك أخبرنا أنه توقف في تحريرها (كتابتها) لأنه لم يجد لها متنا ولا شرحا. ومع ذلك أقدم على التأليف فيها، وهو يعلم أنه قد لا يكون لبضاعته رواج بين الناس، كما أنه كان غير متأكد من أسلوبه، ولكنه متأكد من معلوماته وطريقته، فكان حريصا على ألا تضيع هذه الخبرة. والمقصود، كما قال، هو فهم العبارة وليس أسلوب التأليف والتفنن فيه.

بدأ محمد بن الموهوب تأليفه ببيان نقط الحروف (الأرقام) الهندية


(١) تعريف الخلف ٢/ ٢٩. عنه وعن ابنه (الحاج مصطفى بن البزاغتي) انظر أيضا الان كريتسلو (المحاكم)، ص ١١٥.
(٢) علي أمقران، مراسلة ٨ غشت ١٩٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>