للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكهرباء (١). ولكن عدد الجزائريين فيها كان ضئيلا جدا، فهو لا يتجاوز الخمسة في آخر القرن الماضي. أما خلال الثلاثينات من هذا القرن فقد وصل عددهم إلى أربعة عشر (٢). بينما كان عدد الفرنسيين فيها ١٩٨. فمن أين للشعب إذن أن يستيقظ من الخرافة وأن يعتمد على العلم تحت الاحتلال؟.

ومهما كان الأمر فإن مدرسة العلوم قد توسعت حين ضم إليها المرصد الفلكي الذي كان في القبة ثم نقل إلى بوزريعة. وكذلك ضمت إليها مصلحة الأرصاد الجوية بعد أن أعيد تنظيمها سنة ١٨٨٤. وكان للمدرسة عدة مخابر لمواصلة البحث. وكان طلبة الطب يدرسون فيها أيضا المواد الطبيعية (الفيزيائية) والكيميائية، وللمدرسة بحوث ونشرات أيضا. ومن ملحقات المدرسة، المحطة الحيوانية (الزولوجية) ودراسة النباتات وإجراء التجارب عليها. وكانت المدرسة تخدم الإدارة الاستعمارية والأشغال العامة والأبحاث الزراعية ومصالح الغابات (٣). وكانت بدايتها متواضعة رغم أن اختصاصاتها قديمة في الجزائر، ففي سنة ١٨٩٥ كان بها ثلاثون طالبا فقط، ثم نمت سنة ١٩٠٤ فأصبحت تضم ١٣٤ طالبا واستمرت في النمو بعد تأسيس الجامعة (١٩٠٩) وبعد توسع الأبحاث في الجنوب وتكاثر الاهتمامات بتطوير البحث العلمي.

وفي سبيل البحث النباتي والحيواني وجعل الجزائر حجر الزاوية للانتاج الذي تحتاجه فرنسا، تكونت منذ ١٨٣٢ حديقة للتجارب في الجزائر، أي قبل أن تعلن فرنسا رسميا احتفاظها بها. كان اسم الحديقة في البداية: الأبحاث عن الانتاجات. وكانت الحديقة حكومية واستمرت كذلك إلى سنة ١٨٦٧ حين تسلمتها الجمعية الجزائرية العاملة التي كان يسهر عليها


(١) باولي (التعليم العالي في الجزائر) في (المجلة الأفريقية)، ١٩٠٥، ص ٤١٦ - ٤١٧.
(٢) أرشيف إيكس (فرنسا)، رقم ٦١ l ٠ H وبوجيجا في المجلة الجزائرية SGAAN ١٩٣٨، ص ٦٦.
(٣) فيشور E. FICHEUR (الإنجاز العلمي لمدرسة العلوم بالجزائر) في المجلة الأفريقية، ١٩٠٥، ص ٤٥٢ - ٤٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>