للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيدي قاسم وسيدي ناجي. وبعد وفاتهما غادرها سيدي مبارك إلى ورقلة حيث كثر أتباعه، ثم جاء إلى ناحية بسكرة حيث استقر فترة وحصل هناك على الأرض، وفي سنة ١٦٠٢ انتقل إلى صحراء الزاب الشرقي وأسس زاوية سيدي ناجي في الخنقة وعمرها وأنشأ قناة للسقي. وتوفي سنة ١٦٢١. ويبدو أن إنشاء الزاوية كان يرجع، كما لاحظ المترجم ميرسييه، إلى الصراع الذي حصل مع الشابية، وقد تولى الابن الثالث لسيدي مبارك شؤون الزاوية واسمه سيدي أحمد، وهو آخر ولد من أولاد سيدي مبارك، وأحمد هذا هو جد عائلة ابن حسين بن ناصر. وقد عظم شأن الزاوية واشتهرت في عهد أحمد. واعترف به دايات تونس وأعفوه من الضرائب، سيما يوسف باشا ومحمد باشا. ومحمد باشا هو الذي حارب الخنانشة سنة ١٦٤٤ وأخضعهم. وقد مات أحمد بن ناصر سنة ١٦٦٧، فخلفه ابنه محمد الطيب وتوفى هذا سنة ١٦٩٥، وترك إبنين هما سيدي عبد الحفيظ وسيدي محمد الذي تولى مكان أبيه. وأما عبد الحفيظ فقد غادر الخنقة واستقر في المزارع. وهكذا تستمر الوثيقة تتحدث عن الحفداء إلى عهد محمد الطيب بن حسين الذي كان في عهد الحاج أحمد، آخر بايات قسنطينة. وهو الذي كان موجودا أثناء الاحتلال. وقد منح الفرنسيون إلى عبد الحفيظ ظهيرا يثبته على ما هو عليه. ثم تحدثت الوثيقة عن وضع الخنقة أثناء مقاومة الأمير عبد القادر، وفي عهد خليفته الحسين بن عزوز، الخ (١).

١٤ - كتاب مجموع النسب والحسب والفضائل والتاريخ والأدب في أربعة كتب، من جمع وتأليف الشيخ محمد الهاشمي بن بكار، مفتي معسكر في وقته (١٩٦١). والكتب الأربعة التي يعنيها هي: القول الأعم للطيب بن المختار، وكتاب النسب للعشماوي، وشرح منظومة التجيني لابن الأعرج، وقد أتينا على ثلاثتها. أما الرابع فهو منظومة ابن بكار نفسه مع حاشية وضعها بنفسه عليها، وقد سمى ذلك (نسمات رياح الجنة ...).


(١) غوستاف ميرسييه (روكاي)، ١٩١٥، ص ١٥٤ - ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>