للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلقاسم الزاوي، وعنوان عمله شبيه بعمل ابن هطال، وهو حملة الباي محمد الكبير على شلالة. ولا ندري إن كان العنوان من وضع المؤلف أو المترجم لويس برينييه. وكان السجع هو الغالب على العناوين العربية عندئذ. ونحن لم نطلع على الأصل العربي لنصفه، ولذلك سنعتمد على الترجمة المذكورة فقط.

يفهم من هذه الترجمة أن التأليف وقع بعد الاحتلال، أي سنة ١٢٥٥ (١٨٣٩). والغالب أن الزاوي ألف ما ألف بطلب من أحد ضباط المكاتب العربية، رغم أن شلالة في تلك الفترة (١٨٣٩) ما تزال خارج نطاق الاحتلال. ولكن هل كان المؤلف يعيش في شلالة عندئذ أو في إحدى المدن المحتلة؟ إن بريييه يؤكد أن التأليف يتضمن المعارك التي خاضها الباي المذكور وجنوده ضد سكان شلالة الظهرانية (الشمالية). وفي ذلك تأكيد على أن الفرنسيين يريدون أن يعرفوا ويفخموا مشاعر الناس ضد (الحكم التركي) الظالم الجائر بالمقارنة إلى الفرنسي العادل المحسن (؟). ولكن برينييه لم يعجبه من الكتاب شيء سوى محتواه التاريخي، أما مؤلفه فقد وصفه بأنه شخص غير معتاد على نقل الأفكار شأن معظم العرب (؟)، حسب تعبيره. وقال عن ملاحظاته إنها ساذجة، وإن تراكيبه متواصلة وغير مفصولة الجمل، وإن أسلوبه مهلهل. أما التعاليق والفواصل ونحوها من تقنيات الكتابة فالمؤلف غريب عنها، حسب المترجم برينييه (١).


(١) لويس برينييه (حملة الباي محمد الكبير على شلالة) في (المجلة الإفريقية)، ١٨٦٠، ص ١٧٥ - ١٨٦. ويفهم من هذا أن عدد الصفحات حوالي أحد عشر صفحة في الترجمة. فهل الأصل العربي كذلك أو هو مختصر؟ ومهما كان الأمر فهو يدخل فيما نسميه (تقييد) وليس كتابا. أما برينييه فهو الذي تولى حلقة الدراسات العربية سنة ١٨٣٦ في الجزائر وظل على رأسها إلى وفاته سنة ١٨٦٩. وقد ترجمنا له في فصل الاستشراق. وفي تعليق للمحرر بالمجلة الإفريقية بنفس المصدر، أن الضابط ديليني الذي تولى المكتب العربي بمعسكر، قد نشر (رحلة الباي محمد الكبير على شلالة) في جريدة (المونيتور الجزائري) في أعداد ٥، ١٠، ١٥، ٢٠ من فبراير ١٨٤٧. وقال المحرر إن النصين مختلفان، رغم أنهما عن نفس الموضوع، فهل ما نشره ديليني غير النص الذي كتبه محمد الزاوي وترجمه برينييه؟.

<<  <  ج: ص:  >  >>