للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مازونة ما تزال جذابة كما كانت، ومركزا للطرق الصوفية حيث تجد كل واحدة منها مكانا للنشاط وجذب المريدين. كما كانت تحتوي على خمسة مساجد، ومدرسة قديمة (سنة ١٨٥٠ افتتح الفرنسيون المدرسة الرسمية هناك، ثم حولوها إلى تلمسان)، ومكتبة هامة.

إن هذا التعريف السريع بمدية مازونة ليس تاريخا بمعنى الكلمة، ولكنه ضم معلومات تاريخية. وكان المؤلف قد نشر بعض المقالات في جريدة (الأخبار) عن مازونة ثم جمعها ونشرها في هذا الكتيب الذي يعتبر من المؤلفات الاجتماعية، إذ يضم أيضا معلومات عن التقاليد الشعبية، وبعض الصور (١).

١١ - تقييد كتبه عبد القادر بن قارة سليمان حول عائلته. وكان عبد القادر هذا قايدا، والقيادة وظيفة إدارية رسمية، غير أنها أصبحت خالية من النفوذ حين كتابة التقييد (١٩٠٨). وقد سجل عبد القادر هذا بعض تواريخ أفراد عائلته وتوليهم القيادة للفرنسيين بل وقبل الفرنسيين أيضا. فالعائلة عريقة في الوظائف المخزنية، حسب التقييد. فقد تولى أبوه سبع سنوات. وكان زمان ولايته يدعى (عام الشر)، ومع ذلك كان يواسي الناس ويخرج لتفقد الأمن. ومن هذه العائلة من مات مقتولا (كذا) أي شهيدا، أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر سنة ١٨٣٠. ومنهم محمد بن قارة سليمان الذي شارك الأمير في المقاومة. ولم يذكر التقيد أنه تولى وظائف للفرنسيين بعد هزيمة الأمير. وإنما قال إنه أدى فريضة الحج سنة ١٣١٣ عندما بلغ ٨٩ سنة من عمره. وقد أدركته الوفاة قبل استكمال الحج. وبقي أولاده مشتغلين بالتجارة. ويبدو من التقييد أن القايد عبد القادر هو ابن محمد بن قارة سليمان (٢).


(١) (مازونة العاصمة القديمة للظهرة)، المطبعة الجزائرية، ١٩١٢، ٥٠ صفحة. مراجعة ل. بوفا في (مجلة العالم الإسلامي)، مارس ١٩١٣، ٣٣١ - ٣٣٢.
(٢) أوغست كور (الاحتلال المغربي لتلمسان) في (المجلة الإفريقية)، ١٩٠٨، ص ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>