للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(قبل أية طبقة أخرى) في توات. فهذه العبارات كانت فعلا عزيزة على الفرنسيين، لأنهم كانوا يفتنون المجتمع ويخلقون بين فئاته النعرات العرقية والدينية والطبقية، كلما وجدوا إلى ذلك سبيلا. وقد يكون سلكة سار مسارهم، فهو لا يدرس دراسة محايدة، بل دراسة موجهة. وقد عالج أيضا العلاقات بين علماء الجزائر وعلماء توات، وذكر المغيلي وسعيد قدورة وأحمد بن يوسف المليالي وأضرابهم. وقد حظى تاريخ توات أيضا بجزء هام من هذه الدراسة (١).

٥ - التبر المسبوك، عرف عن الشيخ محمد السائح أنه أديب وشاعر وراوية أخبار ونكت. وكان معاصرا لأديب تونس العربي الكبادي، ولعله عرفه أيام دراسته في الزيتونة، وتردده على مكتباتها. وربما كان السائح من أولاد السائح القاطنين في الطيبات، نواحي تقرت؛ ويهمنا منه أنه هو مؤلف (التبر المسبوك)، وهو كتاب في تاريخ الزاوية التجانية بتماسين، ومن ثمة تراجم رجالها وتاريخ الطريقة التجانية نفسها، ونشاطها في الجنوب الشرقي من البلاد. وقيل إن أوراق (التبر المسبوك) مفرقة بين أبناء الشيخ الذين قد يكونون باعوا بعض آثاره إلى علماء ميزاب. ولعل نسخة من هذا التأليف موجودة في مكتبة الزاوية التجانية بتماسين أو قمار. وقد توفي الشيخ السائح في تاغزوت ودفن بزاويتها التجانية (٢).

٦ - تاريخ قبائل الأزجر (الهقار) وهو تقييد كتبه الشيخ إبراهيم ولد سيدي وبعث به إلى الشيخ محمد العيد التجاني. وقد أشار إلى ذلك هنري دوفيرييه في كتابه (اكتشاف الصحراء) سنة ١٨٦٠ (٣).


(١) عبد الرحمن سلكة (دراسة عن منطقة توات) في (المجلة الجغرافية للجزائر وشمال افريقية)، SGAAN ١٩٢٢، ص ٥٢٢ - ٥٥٥. وقد ذكرنا أن الدراسة مكتوبة بالفرنسية سنة ١٩١٣، ولا نظن أنها مترجمة عن العربية.
(٢) عبد الباقي مفتاح (أضواء)، انظر أيضا إبراهيم العوامر (الصروف)، مرجع سابق، ص ٣٢.
(٣) انظر فقرة الأنساب وفصل الطرق الصوفية.

<<  <  ج: ص:  >  >>