للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه ألف عملا اجتماعيا آخر بعد رسالة الشرك، رغم قلمه الخصب وفكره النير، وميله إلى التأليف والنشر. فهل المرض هو الذي كان وراء ذلك؟ أو كانت الأوضاع السياسية هي التي أسكتته كما أسكتت عددا من زملائه أيضا، أو هناك أسباب شخصية لا نعلمها، كالعزوف الذي يحدث أحيانا لبعض النشطين؟.

صدر الجزء الأول من (تاريخ الجزائر في القديم والحديث) سنة ١٣٤٧/ ١٩٢٩ (١) وتم طبعه في قسنطينة العاصمة الثقافية عندئذ وحيث بدأت حركة الاحتجاج والعرائض منذ القرن الماضي، ومن ثمة الارتباط بالتاريخ والتراث والحركة الإصلاحية. وقد اتبع الميلي منهجا جديدا في المؤلفات العربية عن الجزائر وهي استعمال التبويب وتقنيات البحث الحديثة. من ذلك أنه جعل كتابه في كتابين (جزئين): الكتاب الأول ويضم مقدمات وثمانية أبواب (أو فصول) هي: جغرافية الجزائر، وقدماء الجزائريين في العصر الحجري، وأصول البربر وقبائلهم، والفنيقيون وأخبارهم، والبربر وملوكهم، وأحوال البربر مع الرومان، ثم الوندال والروم وعلاقاتهم بالبربر. أما الكتاب الثاني الذي خصصه للعصر العربي، فيضم ستة أبواب (فصول؟) هي: الفتح الإسلامي في افريقية (ويسميه الاستيلاء العربي)، وبه انتهى الكتاب (الجزء) (٢) الأول. ويبدأ الجزء الثاني منه بالكتاب الثاني، ويضم ستة أبواب


(١) قسنطينة، المطبعة الإسلامية الجزائرية، وهو في ٣٦٨ صفحة + ١٦ مقدمات. ونشر الثاني في نفس المكان والمطبعة في ١٣٥٠/ ١٩٣٢ وهو في ٤٤٤ صفحة. وحقوق الطبع كانت له. وظهر اسمه عليه هكذا: مبارك بن محمد الهلالي الميلي. وأعلن عنه قبل صدوره، مثلا عن طريق (تقويم الأخلاق) لمحمد بن العابد الجلالي، ١٩٢٧، ص ١٧٦، إذ جاء فيه عن الميلي أنه النطاسي الخبير والمؤرخ الكبير، وأن الكتاب متميز بالخرائط والرسوم الأثرية، الخ. عن مصادر حياة الميلي انظر مقالة سعد الدين بن أبي شنب، مرجع سابق.
(٢) انظر الجزء الأول. وقد نوهت الصحف والنوادي وابن باديس وغيره من رجال الإصلاح والسياسيون والوطنيون بظهور الجزء الأول من تاريخ الجزائر. وقرظه ابن باديس، وأقيمت للمؤلف حفلة في قسنطينة، وقد ذكرنا تنويه الجلالي بالكتاب عشية =

<<  <  ج: ص:  >  >>