للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجيلالي على الشيخ محمد بن أبي شنب أيضا. ومهما كان الأمر فإن ثقافة الجيلالي كانت عصامية، وشملت التعمق في القرآن والحديث والأدب والتاريخ والفقه. وقد تولى التدريس بدوره في مدرسة الشبيبة الإسلامية أثناء إدارة الشاعر محمد العيد لها خلال الثلاثينات. ولم يكن نشاطه بارزا. لولا بعض المقالات القليلة في الشهاب، وكتابه في ذكرى محمد بن أبي شب (١)، لما سمعنا بإنتاجه قبل كتابه الذي نحن بصدده.

صدر من تاريخ الجزائر العام جزآن. وقد ركز في الأول على تعريف التاريخ وعلاقته بالقومية، وخصص جزءا ضئيلا منه لتاريخ الجزائر قبل الفتح الإسلامي، ثم توسع في التاريخ منذ الفتح. ورجع إلى عدة مراجع، منها العربي وهو الغالب (٦١ مرجعا) واعتمد على بعض المخطوطات. وبناء على رأي سعد الدين بن شنب، فإن الجيلالي لا يعرف الفرنسية إلا قليلا، ولذلك اعتمد على التراجمة فيما أخذه منها (٢). وهو في هذا يلتقي مع الميلي، كما يلتقي معه ومع المدني في الرؤية الوطنية للتاريخ وتوظيفه لخدمة الشباب والجيل الجديد عموما وضرورة بعث التاريخ لخدمة الحاضر. ويمتاز تاريخ الجيلالي بالتبويب المحكم وترتيب الأدوار التاريخية وذكر جداول الدول وتراجم بعض المشاهير. وقد دعا أيضا إلى المحافظة على الهوية الوطنية واحترام الأجداد والارتباط بالدين والوطن. وشمل تاريخه أيضا ذكر الأسباب


(١) الجيلالي (ذكرى الدكتور محمد بن أبي شنب)، الجزائر ١٩٣٢، وقد أعيد طبعه حديثا. وله من الكتب المطبوعة أيضا المولد والهجرة (١٩٤٩)، وتاريخ المدن الثلاث، وحول سكة الأمير عبد القادر، وكلاهما بعد الاستقلال.
(٢) سعد الدين بن شنب (بعض المؤرخين العرب) في (المجلة الإفريقية) ١٩٥٦، ص ٤٩٥ - ٤٩٨. وكان الطالب الصادق دحاش كتب مذكرة للماجستير تحت إشرافي عن الشيخ الجيلالي، وجاء في مذكرته أن الجيلالي قد درس في المساجد الآتية بالعاصمة: الكبير والجديد وسيدي رمضان والسفير (صفر) وكذلك في مدرسة الإحسان ومدرسة الهداية، ومن تأليفه المخطوطة: فن التصوير والرسم عبر العصور الإسلامية، والمستشرقون الفرنسيون والحضارة الإسلامية، وفنون الطلاسم، والربع المجيب. من مذكرة الطالب المذكور لسنة ١٩٩٢ بالجزائر.

<<  <  ج: ص:  >  >>