للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول مترجمو رحلة محمد الطيب إنها هامة جدا، فهي بالإضافة إلى حديثه فيها عن المراحل التي سنذكرها، يتحدث أيضا، عن الكتابات اللوبية أو الليبية القديمة، والآثار الرومانية على طول الطريق (وهو موضوع كان الفرنسيون يولونه اهتماما خاصا)، أما المراحل فهي: حاسى الغنامي، فحاسى أولاد صالح، فحاسى الدوي، فالحاسي الأخضر ... وقد باتوا في زاوية - مسجد سيدي ماهد (كذا) غير البعيد من غدامس. وفي المرحلة الثانية يتحدث عن مرورهم من غدامس إلى غات. وقد وصف غدامس وأبوابها السبعة والآثار الرومانية فيها، ومكثوا فيها ثمانية عشر يوما. وقطعوا بعد ذلك جبال أقبو والهامل، وعبروا بئرا وشجرة تسمى الطابية، ثم زريمة، واسم زريمة قد يكون لأحد أهل سوف (أحمد بن زرمة؟) كانت الحكومة الفرنسية قد أرسلته إلى هناك، ولكنه اغتيل عند الطابية. وبعد حوالي ثمانية عشر يوما في السير وصلوا غات، وكانت تضم ٣٠٠ ساكن حضري و ٢٥٠ من التوارق يسكنون حولها. وقد جاء في الرحلة وصف حي للآثار والطريق والجبال والرمال والحيوانات والمياه. ثم توجهوا من غات إلى حدود تونس، وبالذات في تطاوين. وهناك وجدوا ضابطا فرنسيا فسلمه الشيخ محمد الطيب المقبوض عليهم في مسألة دي موريس (١).

وأخيرا نذكر أن رحلة محمد الطيب بدأت من ورقلة في أول مايو وانتهت في تطاوين (تونس) في ٢٣ يونيو (جوان) سنة ١٨٩٨، وهكذا دامت حوالي ٥٤ يوما، حسبما شهد به المترجم عبد العزيز عثمان. والجزء المترجم من الرحلة لا يعدو عشر صفحات. ولا نعرف إن كان ذلك هو كل ما كتبه محمد الطيب أو أن المترجم جورج باري قد اختصر المخطوط (٢).


= القبلي في سوف الذي ترجمناه، وقدمناه إلى مجلة الدراسات التاريخية التي تصدر عن معهد التاريخ، جامعة الجزائر.
(١) يذهب المحللون إلى أن محمد الطيب كان يهدف بذلك إلى إحراج الطريقة التجانية التي حامت حولها الشبهات في تدبر اغتيال دي موريس.
(٢) جورج باري BARRY مجلة (روكاي)، ١٩١٥. والمترجم إداري فرنسي متقاعد، =

<<  <  ج: ص:  >  >>