للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان من النخبة المخزنية المتنفذة، ويرجع أصله إلى قبائل الدوائر والزمالة التي خرجت عن المقاومة وارتبطت بفرنسا في اتفاق الكرمة سنة ١٨٣٥. وكانوا من الأجواد أو الأرستقراطية، كما يسميهم الفرنسيون. ولكن ولد قادي، مثله مثل الأجواد الآخرين، فقد نفوذه بالتدرج منذ قانون الأرض سنة ١٨٦٣. وقد تعرض حوالي ١٨٨١ إلى السجن والمحاكمة بعد تهمة التآمر أثناء حملة فرنسا على تونس. وهو صاحب كتاب تاريخ قبائل الدوائر والزمالة الذي نشره سنة ١٨٨٣.

أما رحلته إلى فرنسا، فقد أظهرته رجلا محافظا ومتحررا في نفس الوقت. فقد كان متمسكا بتقاليد أسرته وذويه من العرب الأجواد، وفي نفس الوقت نادى بالإصلاحات وأظهر تأثره بما شاهد في فرنسا من تقدم وما عاشه قومه من معاناة. وقد اغتنم فرصة وجوده بفرنسا وطالب برفع بعض المظالم عن مواطنيه وتطبيق بعض الإصلاحات. وعنوان الرحلة يقرأ: تبصير البادية أحيانا وتبشيرها أحيانا أخرى. كما أن الاسم يكتب ولد قادي وولد قاضي (١).

٢٣ - رحلة ابن صيام إلى فرنسا سنة ١٨٥٢. وصاحبها هو سليمان بن صيام، وقد ولاه الفرنسيون، آغا مليانة، منذ نهاية المقاومة تحت لواء الأمير عبد القادر. وابن صيام من الأغنياء والمثقفين، ومن الأجواد أيضا. ولعبت أسرته أدوارا في السياسة العامة، وكان أحمد بن صيام رئيسا للمكتب الخيري ثم الجمعية الخيرية بالعاصمة. وحين وقعت ثورة أولاد سيدي الشيخ (١٨٦٤) أرسل سليمان بن صيام وغيره من الرؤساء العرب بيانا إلى نابليون الثالث يستنكرونها ويعلنون الولاء لفرنسا. ولم يلب سليمان بن صيام أيضا دعوة الحاج محمد المقراني إلى الثورة سنة ١٨٧١ (٢) رغم أن هناك ما يدل


(١) انظر المبشر، ٢١ ديسمبر ١٨٧٨. والرحلة طبعت في كتاب، سنة ١٨٨. انظر فصل العرائض .. في الحركة الوطنية ج ١. وأيضا خالد زيادة (ثلاث رحلات جزائرية إلى باريس)، بيروت، ١٩٧٩.
(٢) وربما كان ابن صيام أيضا من الأعيان الذين راسلهم محيي الدين بن الأمير عبد =

<<  <  ج: ص:  >  >>