العريضة المسماة (مقالة غريق) والموجهة إلى لجنة مجلس الشيوخ (١٨٩٢). وفي ١٩٠٤ طالب الوفد الزواوي (القبائلي) في مجلس الوفود المالية بتكوين مدرسة في بجاية على غرار مدرسة تلمسان وقسنطينة والثعالبية لتحفظ التراث العربي الإسلامي، ولكن السلطات الفرنسية رفضت الطلب متعللة بعدم وجود ميزانية.
وفي ١٩٢١ وقف محمد بن رحال أمام مجلس الوفود المالية ونادى بضرورة تعليم اللغة العربية في المرحلة الابتدائية. وهي اللغة الأم لملايين الأطفال المسلمين. وتساءل ابن رحال: كيف يعبر شعب بدون لغة عن أفكاره أو يتصور أفكار الآخرين، أو يثقف نفسه ويصلح أخلاقه وسلوكه. وهاجم أولئك الذين يرون آلاف الأطفال وهم لا مدارس لهم سوى كتاتيب فيها ألواح يحفظون بها القرآن وبعض الحروف العربية، ويزعمون مع ذلك أن الأطفال لا يتعلمون إلا التعصب، ويطالبون من أجل ذلك بغلق هذه الكتاتيب. ولذلك نادى ابن رحال لدعم التعليم الإسلامي الابتدائي، لأن المسلمين يدفعون الضرائب لميزانيته، ولأن ذلك من مصلحة الجزائريين والفرنسيين معا (مصلحتنا ومصلحتكم). وكان هذا الرأي سببا في الهجوم على صاحبه من قبل أعداء التعليم العربي من الكولون. وقد علمنا أن زملاءه النواب في المجلس قد أيدوه (١).
وقد نقل ديبارمي عن جرائد الوقت، ومعظمها صدر خلال العشرينات، مثل النجاح والمغرب (لأبي اليقظان) والبلاغ والشهاب. فقال إن المغرب نشرت في عددها الأول دعوة إلى الشباب ليتعلم العربية الفصحى (٢٦ مايو ١٩٣٠) لأنها لغة القرآن والرسول (صلى الله عليه وسلم). ونقل عن البلاغ قولها إن العربية لغة الملايين وأنها مقدسة (٣٤ يناير، ١٩٣١)، أما النجاح فنقل عنها مقالة عنوانها (اللغة العربية فى الجزائر) وقالت إنها هى أساس القومية المغاربية
(١) عبد القادر جغلول (عناصر ثقافية)، ص ٥٨، نقله عن جريدة (صدى الجزائر) الفرنسية، ١٨ يونيو، ١٩٢١. وقد نقل ذلك ديبارمي أيضا في المرجع السابق، ص ٢٢.