للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصدقاوي في المجلة النقدية، كما ذكرنا. وحين قرأ الصدقاوي ذلك النقد نشر كتيبين في الرد على باصيه. ولم نطلع على هذين الكتيبين ولا عن دفاع الصدقاوي، عن نفسه وعلمه. وإنما ذكر باصيه أن الصدقاوي أظهر فيهما غضبه وأنهما شهادتان على غروره المجروح، حسب تعبير باصيه. وقد اتهمه بعدم الكفاءة العلمية في الميدان. وأخذ عليه باصيه أنه ذكر ثلاثا (وليس أربعا) من اللهجات الخطابية في المغرب الأقصى، ومن بينها تمروكيت الشائعة في منطقة الريف، والتي قال عنها الصدقاوي (انها تشبه كثيرا القبائلية في جرجرة) وقد وضع باصيه أمام هذه الجملة علامة تعجب. أما الثانية فهي الشلحية. ولم يذكر باصيه اللهجة الثالثة. وكعادته أشاد باصيه بدراسة ديستان (مدير مدرسة تلمسان في وقته وتلميذه) للهجة بني كومي. واعتبرها دراسة جيدة. وقال باصيه إن هذه اللهجة قد شملت لهجة زكاوة، وبوزقو، وبوسعيد، ويزناسن، وهي إحدى فروع اللهجات الأربع الموجودة في المغرب الأقصى. ثم كرر باصيه نقده للصدقاوي (١).

- درس في اللغة القبائلية لبلقاسم بن سديرة (٢).

ولا شك أن هناك تآليف أخرى في المعاجم واللغة والنحو سواء بالعربية أوالزواوية أو غيرهما، وتعليمها جميعا بواسطة الفرنسية، وخدمة الاستشراق الفرنسي. وذلك هو الهدف من كل هذه البحوث، كما عرفنا (٣).


(١) باصية (تقرير عن الدراسات البربرية والهوسة)، ١٩٠٢ - ١٩٠٨ لمؤتمر المستشرقين في كوبنهاغن، ١٩٠٨ في (المجلة الإفريقية)، ١٩٠٨، ص ٢٥٦. وقد ذكر باصيه أن دراسة ديستان عن لهجة بني كومي قد ظهر منها المجلد الأول. وبنو كومي هم قبيل عبد المؤمن بن علي زعيم الموحدين.
(٢) وسنترجم له في هذا الفصل.
(٣) نذكر بهذا الصدد اعتماد الفرنسيين في نشر لغتهم بين أهل الجزائر وأهل المشرق على بعض أعيان المشارقة. فقد اشترك غوستاف دوقا Dugat الفرنسي مع أحمد فارس الشدياق على إصدار معجم عربي/ فرنسي لاستعمال عرب الجزائر - كما جاء في ديباجة الكتاب - وسمياه (سند الراوي في النحو الفرنساوي). باريس، ١٨٥٤، في ١٢٨ صفحة. وأضيف إليه أيضا أنه كتاب لاستعمال عرب الجزائر وتونس =

<<  <  ج: ص:  >  >>