للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن هناك سياسة مقصودة، لإغراق الشباب في النسيان عن طريق الخمر والإجرام والإفساد الاجتماعي. فكان دور المسرح هو التنبيه على ذلك محافظة على الأسرة والأخلاق والعلاقات الاجتماعية السليمة. وسيكون موضوع الخمر أيضا هو الموضوع المفضل - بعد الدعوة إلى العلم والنهضة - في عقد الثلاثينات.

٤ - في سبيل الوطن، وهي مسرحية مثلت في ٢٩ ديسمبر ١٩٢٢ بالعاصمة على المرسح الجديد الذي كان سابقا يدعى (الكورسال). وهي مسرحية في فصلين، وليس لها مؤلف معين. وقد مثلتها فرقة كانت بصدد التكوين، ولعلها كانت تتألف من الشباب المتأثر بحركة الأمير خالد وأفكار النهضة العربية، لأن الموضوع الذي تناولته موضوع حساس وسياسي، ولذلك منعت السلطات الفرنسية تمثيل المسرحية من جديد. والإقدام على تمثيلها من جديد يدل على إقبال الناس عليها، وقد تناولتها بعض الصحف اليومية. ولم يكن من العادة تمثيل المسرحية أكثر من مرة لقلة الجمهور الراغب في التمثيل، ولكن موضوع هذه المسرحية (في سبيل الوطن) جعل الممثلين يحاولون إعادة تمثيلها، فمنعتها السلطات الفرنسية. ولم يذكر ابن شنب لغة مسرحية في سبيل الوطن. والظاهر أنها كانت أيضا بالفصحى لأنه ذكر في مكان آخر أن معظم التمثيليات بين ١٩٢١ - ١٩٢٤ كانت بالفصحى.

٥ - المصلح، قامت فرقة أخرى بتمثيل مسرحية المصلح سنة ١٩٢٣. وكانت هذه المسرحية من تأليف أحمد فارس، وباللغة الفصحى. وقد خصص دخلها لفائدة جمعية الطلبة المسلمين في المغرب العربي. ويبدو من العنوان أن المسرحية كانت أيضا من وحي الواقع. وقد لاحظ ابن شنب أنه كان للمرأة دور واحد في هذه المسرحيات، فمثله أحد الرجال لفقدان المرأة الممثلة عندئذ (١).


(١) سعد الدين بن شنب (المسرح الجزائري) في (المجلة الإفريقية)، ١٩٣٥، ص ٧٥. وقد ذكر هذا المصدر أن صحيفة (لينوفيل) المسائية عدد أول يناير ١٩٢٣ قد تناولت مسرحية في سبيل الوطن. وأن (حولية) ودادية الطلبة المسلمين لشمال إفريقية قد =

<<  <  ج: ص:  >  >>