للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - اللونجا الأندلسية من تأليف رشيد القسنطيني، وهي أيضا بالدارجة، وكل مسرحياته الكثيرة كانت بالدارجة. وقد مثلت (اللونجا) على مسرح الأوبرا بالعاصمة في ٢٨ فبراير، ١٩٢٨. ورغم أن موضوعها تاريخي، فإن المؤلف قد تصرف في التاريخ واستمد من الذاكرة الشعبية وليس من بطون الكتب (١).

٨ - موت كليوبترا، وهي من تأليف الشاعر أحمد شوقي، وتتناول أحداثا تاريخية، ولغتها فصيحة طبعا، وقد مثلت بالعاصمة في ٢ مايو، ١٩٣٢. وقيل إنها لم تنجح عند الجمهور. ولعل عدم نجاحها يرجع إلى ابتعاد أحداثها عن الذاكرة والواقع معا، وليس إلى اللغة التي كتبت بها.

كان المسرح الجزائري قد تطور أيضا خلال الثلاثينات. وقد وقع تحت عدة تأثيرات منها التأثر بالمسرح الفرنسي العريق والذي ظهرت أنشطته منذ الاحتلال. فكان في كل مدينة مسرح وتمثيل وروايات. وفي العاصمة نفسها عدد من المسارح الفرنسية. كما أن زيارات الفرق العربية من تونس ومصر قد ساهمت في تنشيط المسرح بالجزائر تقليدا أو منافسة. ومن أوائل الفرق الزائرة المعروفة فرقة الجوق التونسي التي زارت الجزائر سنة ١٩١٣ ومثلت عدة مسرحيات (٢). وغداة الحرب العالمية الأولى حلت بالجزائر الفرقة المصرية بقيادة جورج أبيض ومثلت بعض التمثيليات بالفصحى. وحوالي ١٩٣٢ زارت الجزائر فرقة فاطمة رشدي المصرية وأحرزت نجاحا (٣). وكان ذلك أثناء ازدهار مسرح رشيد القسنطيني الشعبي. وأوائل الخمسينات زارت الجزائر فرقة مصرية بقيادة يوسف وهبي، واحتفى بها الجزائريون شعبا وقادة (٤). وكان نجاحها يرجع ربما إلى انتشار التعليم بالعربية وارتفاع الذوق


(١) ابن شنب (المسرح ...) مرجع سابق، ص ٧٨ - ٧٩. وفي حديثنا عن المسرح سنتناول شخصية رشيد القسنطيني ومساهمته.
(٢) انظر فصل الفنون.
(٣) نفس المصدر وكذلك مجلة التلميذ، ١٩٣٢.
(٤) كتبت عنها البصائر والمنار.

<<  <  ج: ص:  >  >>