للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمدتها الكنيسة وهربتها إلى فرنسا) (١). وكذلك اسم باية. وكانت المرأة الجزائرية في الروايات الفرنسية تظهر شهوانية تبحث عن الغرام لدى الضباط الفرنسيين. كما أن الزواج بين المسلمات والفرنسيين كان من الموضوعات المحببة في هذه الروايات. وكانوا يتحدثون عن الجزائري في شيء من السخرية كما فعل هوق لورو مع المقراني في روايته (رجل الساعة).

وهكذا كان المجال محتكرا للكتاب الفرنسيين. ومنذ عقد التسعينات بدأ الاحتكار يزول (٢). فقد كتب محمد بن رحال قصة (انتقام الشيخ) ونشرها سنة ١٨٩١ (٣).

وفي سنة ١٩١٢ نشر أحمد بوري رواية مسلسلة في جريدة (الحق) التي كانت تصدر بوهران، وعنوان الرواية (المسلمون والمسيحيون). ورغم أن عنوانها غير روائي، فإن بعض النقاد أكد على أنها تمثل ربما الرواية بالمعنى الحقيقي للكلمة وليست مجرد محاولة (٤).

وفي فاتح هذا القرن ألف بعضهم أعمالا إبداعية في شكل روايات، ولكننا لا ندري هل المؤلف جزائري أو أجنبي، رغم أن الاسم يظهر جزائريا، وهو الصديق بن الوطا (اسم نكرة؟). وقد نسبت إليه رواية (الخيمة الكبيرة) التي رمز بها إلى الأجواد والمرابطين الذين رغم تأثرهم بالحياة الفرنسية بقوا على حالهم من العادات والتقاليد. وقد ميزهم بالطموح والبخل وحب الحياة المادية ونسب إليهم مجموعة من السيئات. والبيئة التي تصفها


(١) انظر قصتها في الحركة الوطنية ١.
(٢) نشير إلى أن محمد بن علي بن الطاهر الجباري كتب سنة ١٨٨٧ شعراء ساخرا ونشره في وهران وباريس في نفس السنة مع ترجمة فرنسية. ولا نعتقد أنه هو الذي كتب الترجمة بالفرنسية لأن لغته العربية قوية وهو من أبناء المدارس الرسمية والزوايا. ولذلك لا نعد عمله ابتكارا بالفرنسية. انظر عنه فقرة المقامات. وكذلك (المجلة الآسيوية) ١٩١٣، ص ٢٩٢، هامش ٢.
(٣) في المجلة الجزائرية والتونسية، السنة ٤، رقم ١٣، سنة ١٨٩١.
(٤) جغلول (عناصر ...)، ص ١٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>