ومحمد الحداد، لم يذكر أنه نظم في رثائهما أو مدحهما، ونحن نعلم من سيرته أنه حضر وفاة كليهما.
كان عاشور مفتخرا بنفسه إلى حد الغرور، على طريقة المتنبي، أليس هو القائل:
أنا الشاعر الفحل الغيور، ولا وجل ... على جانب الله، ما دام لي أجل
وفي المدح للسلطان عبد الحميد وأبي الهدى الصيادي والبوازيد، قال عاشور، مبتدئا بالصيادي:
شيخ الشريعة والطريقة والحجا ... صدر النقابة في بني الزهرا الخير
في حضرة الآستانة الغراء من ... أعضاء سلطان السلاطين الأخر
مولى الورى (عبد الحميد) حميد ما ... شملتمه سلطنة البرايا من سير
أهل الخلافة كابرا عن كابر ... عن كابر عن كابر عن ذي كبر
من آل عثمان الذي جمع الخلا ... فة في الورى فيما تجاهر واستتر
ولقد بدا أن السلاطين العلا ... من آل عثمان (بوازيد) غرر
وبه تقاسمت البوازيد الخلافة ... هؤلاء ولاتها فيما استتر
وأولئك الأملاك جهرا أهلها ... فالكون طرا للبوازيد العبر
(عاشور) مولاهم ومولى القوم منـ ... ـهم قال جدهم الرسول ولا فخر
لي في البوازيد العلا لا سيما ... أستاذنا، ديوان مدح كالدرر (١)
وقد هجا عاشور معاصره ابن مهنة، وكان إماما وخطيبا في أحد مساجد قسنطينة، وله تآليف سندرس بعضها. وكان قد نشر رحلة الورتلاني وجعل عليها تعاليق، أثارت الزوبعة التي نظم فيها عاشور جل (منار الإشراف). ولا نريد أن نذكر نماذج من هذا الهجاء، وإنما نذكر أن عاشور قد جعل عنوان إحدى قصائده فيه (ترقيص الأطفال)، متهما ابن مهنة
(١) منار الإشراف، ص ٥٩، ٩٧. ويشير بكلمة (أستاذنا) إلى الشيخ محمد بن بلقاسم الهاملي الذي اعتبره أيضا من البوازيد. وهكذا جعل عاشور آل عثمان من البوازيد الأشراف، وجعل نفسه مولى لهم.