للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوغسطين بيرك اسم (أمير فن المنمنمات). وقال إنه كان يمزج في أعماله بين أصالة الفن الفارسي ونارية المزاج الجزائري (١). وقالت عنه ماري بوجيجا سنة ١٩٢٣، وهو عندئذ ما يزال في بداية عطائه الفني، إنه شخص بارع في فن المنمنمات، وهو ذو موهبة، وإن حصل على ميدالية فيرماي Virmeil للفنانين الشرقيين بباريس، وإن بلدية الجزائر قد منحته منحة قيمتها ٥٠٠ ف (٢). ونوه به أيضا قوانار قائلا إنه تفرد بفن المنمنمات ونافس الفنانين الفرنسيين ولم يترك لهم المجال وحدهم، وقال عنه أيضا إن له تلاميذ واصلوا المهمة بعده (٣).

...

لم يكن الأخوان راسم، ولا يوسف ابن الحفاف ولا عمر بن سماية وحدهم في الميدان. فقد نشأ جيل آخر اهتم أيضا بالرسم والتصوير والنقش. وقد ذكر قوانار منهم حيمش التلمساني الذي قيل إنه كون مدرسة خاصة في الرسم (٤). ولكننا الآن لا نعرف عنه أكثر من هذه الشهادة. وقد اعتبره محمد خدة من رواد الرسم الجزائري الذين وقعوا في مصيدة الرسم الاستعماري، أو المدرسة التي تخرج منها ديني وغيره (٥). وهي ملاحظة في حاجة إلى بيان وتبرير.

ولنذكر الآن نماذج أخرى من الرساميين الجزائريين في هذا القرن. وهم الذين ظهر إنتاجهم الفني غالبا بعد الحرب العالمية الثانية، فمنهم:


(١) أوغسطين بيرك (الجزائر أرض الفن والتاريخ)، ١٩٣٧، ص ٢٦٢.
(٢) ماري بوجيجا (نحو نهضة ...) مرجع سابق، ص ٣٩١.
(٣) قوانار (الجزائر)، ص ٢٨٣. كانت نهاية محمد راسم مأساوية فقد اغتيل في بيته بالجزائر خلال السبعينات في ظروف ما تزال غامضة. وربما نهبت لوحاته خلال ذلك.
(٤) نفس المصدر.
(٥) محمد خدة (الرسم الجزائري) في كتاب (مظاهر تطور الفنون والعلوم في الجزائر)، منشورات المركز الثقافي الجزائري في باريس، ١٩٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>