لقد كانت الزراعة والمناجم في وضع راكد، أما النمو الجزئي الذي عرفه القطاع الزراعي فقد كان في المجال الحديث حيث كان المستفيدون منه هم الكولون - المستوطنون، أما في المجال الزراعي التقليدي حيث الزراعة هي أساس الاقتصاد لأغلبية السكان فقد استمر التراجع فيه حتى عاد إلى ما كان عليه منذ ستين سنة خلت، فإنتاج الحبوب مثلا لم يتقدم تقريبا منذ فاتح القرن العشرين، أما الإنتاج الحيواني فقد انكمش بشكل ملحوظ، وفي سنة ١٩٥٣ ربح الكولون ٣٤، ٠٠٠ فرنك عن معدل الهكتار المزروع بينما الفلاح الجزائري لم يربح سوى ٦، ٤٠٠ فرنك، لقد كان الدخل السنوي للفلاحين، (وعددهم ٥، ٨٤٠، ٠٠٠ نسمة) هو ١٩، ٢٠٠ فرنك، أما الطبقة الوسطى (منها ٩٢? أوروبيون) فكان دخلهم السنوي هو ٢٢٧، ٠٠٠ فرنك، وأما دخل الطبقة العالية (البرجوازية) فكان ١، ٥٠٠، ٠٠٠ فرنك (١).
ولاحظ مصدر خبير بالحياة الاقتصادية والبطالة والتعليم عشية الثورة بأن ١١% فقط من اليد العاملة للسكان المسلمين، بينما ٤٢% للكولون في كل الأعمال ذات الصلة بالصناعة، ثم إن ٩٢% من الأنشطة الصناعية والتجارية كانت في أيدي الأوروبيين، وأما في ميدان التوظيف فهناك ١٩% فقط من الموظفين في القطاعات الاقتصادية المؤممة كانوا مسلمين، وبالنسبة للتعليم الذي سنتناوله في فصل لاحق، لاحظ الباحثون أن طفلا واحدا مسلما من كل عشرة أطفال كان يذهب إلى المدرسة، بينما كل الأطفال الأوروبيين تقريبا كانوا يدرسون، أما الأمية فقد بلغت ٩٤% في الرجال المسلمين و ٩٨% في النساء المسلمات، ولم يدخل التعليم الثانوي من المسلمين سوى ٧٠٠٠ تلميذ، ولا التعليم العالي سوى ٦٨٥ طالبا، ومن حيث التجهيزات كانت مزارع الأوروبيين مجهزة بـ ١٩٥٠٩ من الجرارات بينما المسلمون ليس لهم سوى ٤١٨ جرار.