مستوى الابتدائي موجهة إلى أبناء الجزائريين وعددها حوالي ألفي مدرسة (٢٠٠٠) ولها برنامج يشبه برنامج المدارس التي يتردد عليها أبناء الفرنسيين بحيث لا وجود فيها للغة العربية ولا للعلوم الإسلامية، بالإضافة إلى مدارس لتخريج المدرسين والمدرسات في التعليم الابتدائي (١).
كذلك كان التعليم الثانوي مجانيا أيضا، وله مؤسساته الخاصة وهي الثانويات (الليسيات) الموزعة على الولايات الثلاث: الجزائر ووهران وقسنطينة، وله برنامج فرنسي أيضا، وهناك معاهد (كوليجات) منتشرة في عدد من المدن ولها برنامجها الخاص القائم على اللغة الفرنسية، إضافة إلى ثلاث ليسيات خاصة بالبنات، وكل المدارس الثانوية تؤهل التلاميذ للحصول على شهادة الباكلوريا التي هي المفتاح لدخول التعليم العالي، ولكن يمكن لطلبة المدارس الثانوية أن يختاروا اللغة العربية الفصحى أو الدارجة كلغة أولى أو كلغة ثانية، وتوجد في الثانويات سنة ١٩٥٢ عشرة آلاف طالب وخمسة آلاف طالبة، أما المعاهد فتشمل ستة آلف طالب وأربع آلاف طالبة، وأكثر هؤلاء الطلبة أوروبيون.
وهكذا لاحظ أن التعليم الثانوي يشمل ٢٥ ألف طالب وطالبة، أغلبهم فرنسيون، أما عدد المسلمين الذين يزاولون دراستهم الثانوية سنة ١٩٥٠ فكان لا يتجاوز الألف طالب.
فإذا انتقلنا إلى التعليم العالي الذي تمثله جامعة الجزائر الوحيدة فإنه يقدم البرهان على وجود سياسة مدروسة لتجهيل شباب الجزائر، فالجامعة التي كانت تضم أربع كليات (الحقوق، والآداب، والطب والصيدلة، والعلوم) وفيها معهد للدراسات العربية حديث العهد - كانت لا تضم سوى حوالي أربعة آلاف (٤١٣٠) طالب معظمهم من الأوروبيين (لغفلة الآباء أو لعجزهم عن القيام بتكاليف التعليم العالي) حسب تعبير الشيخ المدني، ولكن هذه الملاحظة ليست