للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها نماذج من الشعر الملحمي ودعوة إلى كتابة الشعر الواقعي.

اهتمت هنا الجزائر وكذلك البصائر بالتعريف بالتراث والعائلات، كما اهتمتا بالمدن والعلاقة الحضارية مع الشرق والمواسم الدينية والتراجم التي تذكر الأمة بأمجادها وتاريخها رغم أن هنا الجزائر كانت دورية رسمية، وكانت لا تكتب عن هذه الرموز من وجهة نظر وطنية ولكن معرفية فقط، فقد حقق أحمد الأكحل في نسب الشيخ عبد القادر المجاوي الذي يسمونه شيخ الجماعة، وانتهى إلى أنه من أشراف ترارة وأن أصلهم من نواحي تطوان.

وتناول غيره (ربما هو عبد الرحمن الجيلالي) زيارة الشيخ محمد عبده للجزائر سنة ١٩٠٣ وجاء بمعلومة جديدة عن هذه الزيارة، وهي أن لقاء الشيخ أبي القاسم الحفناوي والشيخ عبده في السفينة بمرسيليا كان صدفة فقط بينما الرواية الأخرى تذهب إلى أنه كان لقاء مرتبا من قبل السلطة الفرنسية، كما أن الحفناوي سأل عبده عن بعض مسائل التفسير وتلقى الإجابة عليها، وأن الحفناوي كرر زيارة عبده في الجزائر وهو أمر تنفيه الرواية الأخرى، وأن عبده كان معجبا بالحفناوي، وأن من الذين حضروا الاجتماع مع الشيخ عبده في مسجد المحسن مصطفى الأكحل: يوسف بن سماية، وعبد الرزاق الأشرف، ومفتي المالكية محمد بن زاكور، ومفتي الحنفية محمد بوقندورة، والمدرس بجامع سفير محمد قايد علي، وإثارة موضوع كهذا في هذه السنة له دلالة خاصة لأننا أشرنا إلى أن التركيز كان واضحا على علاقات الجزائر بالمشرق (١).

أما البصائر فكانت تتحدث وبالصور، عن الثورة المصرية واستقبالات رجال الجمعية من قبل قيادة هذه الثورة، وظهرت عدة مقالات وصور لشخصيات بارزة من حركة الإخوان المسلمين، أبرزها مقالات سيد قطب، وظهر شيوخ الأزهر بجلابيبهم على صفحاتها وصفحات وليدتها (الشاب المسلم) التي تصدر بالفرنسية، وكتب الإبراهيمي بعض مقالاته بعنوان من


(١) هنا الجزائر، ٢٩ نوفمبر، ١٩٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>