للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء في البيان (١) أن (على فرنسا أن تعترف رسميا بالقومية الجزائرية وبإعلان صريح رسمي تلغي بمقتضاه جميع القوانين والقرارات والمراسيم التي جعلت الجزائر أرضا فرنسية رغم تاريخ الشعب الجزائري ورغم التاريخ والجغرافية واللغة والديانة والعادات)، كما نص البيان على ضرورة إجراء مفاوضات مع الممثلين الحقيقيين للشعب الجزائري على أساس احترام السيادة الجزائرية التي هي جزء لا يتجزأ ... (ومن جهتنا نتعهد بضمان المصالح الفرنسية الثقافية والاقتصادية ..).

واضح من هذا النص أن البيان يتحدث عن (القومية) (الوطنية) الجزائرية وأن مقومات هذه القومية هي التاريخ والجغرافيا واللغة والديانة والعادات المشتركة، ومن المفهوم، وليس بالتصريح، أن اللغة المقصودة هي اللغة العربية، وأن الديانة المقصودة هي الإسلام، وأن التاريخ يعني هنا التاريخ الجزائري المرتبط بالتاريخ العربي الإسلامي لأن تاريخ الجزائر منذ الفتح هو جزء من هذا التاريخ العربي الإسلامي. ولكن لماذا لا يعبر البيان عن ذلك صراحة؟ إن البعض يرون أن التصريح بهذه المقومات القومية، لو أعلن، قد تعزل الأقليات الأوروبية عن دعم الثورة، كما يرى البعض أن محرري البيان أنفسهم كانوا مترددين في موضوع اللغة والإسلام والتاريخ لأن تكوينهم لم يكن يتضمن هذه المقومات، وهم كوطنيين يساريين ربما يريدون تفادي التمسك بمبادى تعتبر رجعية في حينها، ثم من


(١) اعتمدنا على ترجمة البيان المنشورة ضمن النصوص الأساسية لجبهة التحرير الوطني، وأول منشور للجبهة، أنظر لاحقا، جاء في كتاب ميكال كلارك، الجزائر المضطربة، ط، ٢، ص ١١٤ أن محمد العيشاوي مدير مكتب حركة الانتصار بالعاصمة، هو الذي طبع جريدة (الباتريوت)، وكذلك بيان جبهة التحرير على آلة الميموغراف التابعة لحسين الأحول، وقد ظهر العددان الثاني والثالث من الباتريوت، في شهر مايو ١٩٥٤، وهي مطبوعة على الحجر (ميموغراف)، أما العدد الأول فقد ظهر مع ظهور اللجنة الثورية للوحدة للعمل (C. R. U. A).

<<  <  ج: ص:  >  >>