ترجمت أعماله إلى العربية على يد حنفي بن عيسى وكذلك ملك أبيض زوجة الشاعر السوري سليمان العيسى.
منذ الاستقلال تخلى مالك حداد عن الكتابة لأنه عانى أزمة نفسية، معتبرا اللغة الفرنسية منفاه، فعاد إلى أحضان الثقافة الوطنية دون أن يبذل جهدا في تعلم اللغة العربية فضلا عن الكتابة بها، وقد انقطع عن الكتابة بالفرنسية منذ الاستقلال، وتولى إدارة الثقافة في وزارة الأخبار في الستينات فقدم خدمات ورؤى للثقافة بالتعاون مع عناصر هامة في الدولة تتفق معه في المشرب والهدف مثل محمد الصديق بن يحيى ومصطفى كاتب ومحمد سعيدي، وقد أثرت عليه هو أيضا أحداث ٨ مايو ١٩٤٥ واعتبرها مائة ألف جريمة، أشرف على الصفحة الأدبية في جريدة النصر التي كانت تصدر في قسنطينة بالفرنسية سنوات ١٩٦٨ - ١٩٧٢.
خلافا لبعض زملائه الذين كتبوا باللغة الفرنسية نجد مالك حداد قد عاش الثورة الجزائرية بكل جوارحه ولم يشك أو يطالب التفاهم بين الضفتين أو بين الشعبين كما فعلوا، وإنما وقف مع الثورة إلى نهايتها المنتصرة رغم أنه هو القائل: إن وطنه هو الإنسان، بعد اندلاع الثورة تعرض منزله للاعتداء فغادر الجزائر إلى فرنسا وأوروبا وأخذ يدافع عن الجزائر العربية ويدعم الثورة، أدركته الوفاة في الجزائر في شهر يونيو ١٩٧٨ ونقل جثمانه إلى قسنطينة حيث ووري التراب، توقف عن الكتابة سنة ١٩٦١ مفضلا الصمت على الكتابة بلغة يعتبرها منفاه، وقد قيل إنه علم ولده العربية انتقاما من الفرنسية، كما يروى ذلك بعض الأدباء، ولعل مالك حداد بالغ في ذلك الموقف، فلو أنه تعلم العربية وأبقى على الفرنسية كما فعل مالك بن نبي وغيره لكان أجدى على الثقافة والأدب على ما نعتقد (١).
(١) أحمد دوغان، شيخصيات من الأدب الجزائري المعاصر، ص ٦٩ - ٧٥، انظر أيضا عبد الحميد بن هدوقة، الجمهورية، ٢٢ جوان ١٩٧٠.