ولكن هناك شعراء (كبار) ظهروا خلال الخمسينات وارتبطوا بأدب الثورة نشرا وشعرا، منهم مالك حداد، وكاتب ياسين ومحمد ديب ... فقد نشر مالك حداد ديوانه (الشقاء في خطر) في باريس ١٩٥٦، تغنى فيه بالمقاومة الوطنية، وقد نوه به النقاد، ويقال إنه تأثر في شعره عندئذ بأدب إيلوار وأراغون، وفي وقت لاحق نشر مالك حداد مجموعة (أستمع إلي أناديك) في باريس ١٩٦١، وقد سبقت أشعاره هذه مقالة عنوانها (الأصفار تصبح مدورة)، وأشعار مالك حداد تعبر عن الجزائر وهي تخوض حرب التحرير وتكافح من أجل الحرية.
أما كاتب ياسين فقد دخل ميدان الأدب بمجموعة شعرية سنة ١٩٤٦ من عنابة حيث نشر مجموعته (موليلوك)، وأعلن مرات عن مجموعات شعرية أخرى ولكنها لم تظهر في الواقع، منها (قصائد الجزائر المضطهدة) ١٩٤٨، ومجموعة (مائة ألف مخدر) ١٩٥٨.
ونشر محمد ديب مجموعة شعرية بعنوان (الظل الحارس) في باريس ١٩٦١، وهي المجموعة التي كتب له مقدمتها أراغون، وقد أصبحت أشعاره معروفة في عالم الأدباء، وهي تتحدث عن الجزائر الأم وعن المنفى الحديث وعن الغربة الفعلية كما كان يعيشها عندئذ والغربة الرمزية الداخلية، ومحمد ديب تحدث في مجموعته عن ذاته في هذا العالم القلق.
ومن الذين برزوا في ميدان الشعر محمد الحاج يعلى الذي نشرت له (المجاهد) قطعا معبرة عن روح الثورة، فقد احتوت الصفحة الأخيرة من جريدة المجاهد وفي ركن بعنوان (ركن الشعراء المقاومين) قطعة بعنوان (الحرب والتهدئة) وبتوقع، M. Y الذي قرأناه (محمد يعلى)، وقد أهدى هذا الشعر إلى أولئك المعروفين أو المجهولين الذين استشهدوا لكي تعيش الجزائر حرة، وختم القطعة بعبارة الحرية أو الموت، وقد وجدنا للشاعر محمد يعلى قطعا أخرى، واحدة بعنوان (فقراء مدينتي) الذين يقول عنهم إنهم (عند بزوغ كل فجر تراهم على اختلاف أعمارهم يعلو وجوههم الشحوب ... همهم هو