بعد أن حصل على الإذن بذلك من سلطانها (كذا)، وكان سيطلب من عبد الناصر الإذن بإصدارها من مصر ولكن وجودها بطرابلس في رأيه سيجعلها أقرب إلى المغرب العربي، وقد أيد هذا المشروع (وهو إنشاء الجريدة) في رأيه زعماء العرب في مصر، ومنهم شيخ الأزهر ووزير الأوقاف والشعب المصري ونبغاء القاهرة، وهو لا يطلب من عبد الناصر أكثر من الدعاء له لأنه مستجاب الدعاء لشبهه بعمر بن الخطاب.
أما الأمر الثاني الذي يطلبه من عبد الناصر فهو أن يهديه صورته ليضعها في مكتب إدارة الجريدة حاملا علم مصر باليد اليمنى قبل أن يحمل علم الجزائر باليسرى، وكتب اسمه هكذا: مجاهد مسعود رئيس مجلس قضاء الجزائر، ومدير جريدة الجزائر العربية، طرابلس، ليبيا، مع الختمين المذكورين لاحقا، وكتب عليها بخط يده (نسخة للجنة تحرير المغرب العربي)(١).
أما رسالته إلى محمد خيضر (المؤرخة في ٢١ يونيو ١٩٥٥)، فبدأها بالحمد لله وحده، وخاطبه بالأخ خيدر (كذا)، والإخوة المكلفين بإدارة شؤون لجنة التحرير (جبهة التحرير؟) بالقطر الجزائري العزيز، السلام عليكم .. وهو يعلن له وظائفه وأوسمته التي أشرنا إليها التي حصل عليها من مراكش وتونس، وتحمل الرسالة ختمين، الأول بالعربية وعليه المجاهد مسعود، قاضي محكمة الخروب سنة ١٩١١ (هكذا قرآناه)، أما الختم المكتوب بالفرنسية فهو عبارة (الجمهورية الفرنسية، قاضي محكمة الخروب)، أما الختم الثاني فمكتوب فقط بالفرنسية؟ وعليه عبارة إدارة الجريدة العربية (الجزائر).
وتقول الرسالة لخيضر إنهم إذا وافقوا فإنه يريد أن يصدر الجريدة في طرابلس لقربها من المشرق والمغرب، وإنه قابل لأي مكان آخر، فهو يريد إنشاء جريدة لحساب الحركة أي الجبهة، وقد سماها (عربية) لأنها ليست (فرنسية)، وهي تخدم القضية الوطنية (والأمر يكون لكم لا لي).