وقد اعترفت المجاهد، وهي تقدم صوت الجزائر لقرائها، بأن إذاعة صوت الجزائر لا تملك كل مؤهلات الإذاعة الوطنية، ومع ذلك كانت تؤدي مهمتها النضالية، إن الأسماء عديدة ولكن المهمة واحدة، فهناك صوت الجزائر، والإذاعة الوطنية الجزائرية، وإذاعة الجزائر الحرة .. ولكن إذاعة الجزائر ليست مثل الإذاعات الأخرى الرسمية في العالم، فليست لها مبان ضخمة ولا وسائل فنية عالية، ومع ذلك فقد كانت حلما فأصبحت حقيقة، خطط لها أول الأمر خفية في أحد مراكز قيادة الثورة ثم أصبحت مؤسسة وطنية تقدم للثورة خدمة جليلة وتساهم في توعية الشعب وإعداده لنضال طويل وتفضح أكاذيب العدو، لقد بدأت الإذاعة من الصفر بإشراف فنيين من مواصلات جيش التحرير الوطني، وواجهت خطر اكتشاف محطة إرسالها، مما يعرضها لقنابل العدو، لذلك كان على هذه الإذاعة الناشئة أن تكون دائما في حالة تنقل وارتحال.
بدأت الإذاعة ببرنامج يومي قصير المدة والمدى يذاع بـ (اللغة العربية واللهجة القبائلية واللغة الفرنسية) على طول موجة واحدة، ويشمل الأخبار السياسية والعسكرية وتعليقا عسكريا، ثم توسع وتعززت إمكانيات البث مع الأيام والشهور، ومنذ ١٢ يوليو ١٩٥٩ أصبحت الإذاعة تذيع على ثلاثة أطوال ثلاث مرات في اليوم من الساعة الرابعة إلى السادسة صباحا ومن الحادية عشرة إلى الثالثة عشرة بعد الظهر ومن الثامنة إلى العاشرة مساء، وكانت تقدم أربع عشرة حصة أسبوعيا إضافة إلى الحصص اليومية، أي بمعدل حصتين أسبوعيتين في كل يوم، وفي هذه الحصص الأسبوعية كان الجزائري يستمع إلى برامج عن تاريخ الثورات وتاريخ الجزائر وحصة عن المرأة وأخرى عن نضال إفريقيا، بالإضافة إلى تحقيقات عسكرية يكتبها مراسلو الإذاعة، وتمثيلية قصيرة ...
هذه البرامج كانت تذاع باللغات الثلاث المتقدمة، يضاف إليها برامج باللغة العربية فقط، مثل صدى الجزائر في العالم، ومن أدب الثورة، وفي طريق