للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واط في ناحية الكاليتوس على الأمواج القصيرة، ثم تحولت إلى أمواج متوسطة بـ ٥٠ ك واط، واستحضروا جهاز إرسال بهذه الموجة سنة ١٩٥١، كما أقيمت أجهزة إضافية في كل من قسنطينة ووهران بين ١٩٥٣ - ١٩٥٤، وفي عين الحمام (ميشلي) وفي بجاية سنة ١٩٥٥، وفي مارس من سنة ١٩٥٨ انتقل مركز الإرسال من الدار البيضاء إلى أولاد فايت.

إن هذا التطور حدث بعد مرور حوالي ثلاثين سنة على ميلاد الإذاعة الفرنسية في الجزائر، وهو تطور يعني تدشين مركز الإرسال اللاسلكي الجديد في ٢١ فبراير ١٩٥٨، ففد أقيمت بناية تأوي أجهزة الإذاعة وحولها أعمدة الإرسال الصاعدة، وهو ما كان موجودا قرب مطار الجزائر، وكان الضيق هو الذي أدى إلى الانتقال من الدار البيضاء إلى أولاد فايت، وقد أعلن (شوصاد) المسؤول الفرنسي الذي افتتح الموقع في السنة المذكورة أمام الشيخصيات الإدارية والصناعية التي رافقته من فرنسا إلى الجزائر: إن دور الإذاعة خطير في سبيل نشر الأخوة والوئام بين سكان هذه البلاد وإظهار الحقائق الجزائرية ومحاربة الأحقاد والنعرات العصبية، وقال إن الجهاز الجديد يقوي (صوت الجزائر) في داخل البلاد وخارجها (١).

كان للإذاعة (ستوديوهات) في وهران وقسنطينة وتلمسان وبجاية على أساس أن لكل مدينة فنها وذوقها الخاص، كما يتعذر على أجواقها الانتقال منها إلى العاصمة لإحياء حفلة أو حفلتين في الأسبوع، وحتى لو حصل هذا الانتقال لحرم أهل كل بلدة من أجواقها وفنانيها ولتمركز الفن في العاصمة فقط، هكذا برر الكاتب هذه الاستراتيجية في توزيع خارطة الفن والفنانين في القطر الجزائري.

بالنسبة لأستوديو بجاية مثلا نعرف أنه تأسس سنة ١٩٤٧ وكانت تذاع منه أربع حفلات أسبوعيا، بالعربية والقبائلية، وكان المشرفون على الحفلات قد


(١) هنا الجزائر ٦٣، مارس ١٩٥٨، ص ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>