الحميد بن باديس بقسنطينة، وهي المؤسسة الوحيدة للتعليم المتوسط لجمعية العلماء، ولكن منذ ١٩٥٥ أغلقت السلطات الفرنسية معظم المدارس في وجه التعليم واحتلها الجيش الفرنسي الذي استعملها لأغراض مختلفة مقلدا ما قام به سلفه سنة ١٨٣٠ نحو المؤسسات التعليمية والدينية.
وهناك مؤسسات أخرى كانت تمارس التعليم الحر مثل المدارس التابعة لحزب الشعب والمدرسة الكتانية التي كانت تتولاها الزاوية الرحمانية (فرع ابن الحملاوي)، وغيرها، ويقول التقرير الذي رجعنا إليه إن مدارس التعليم الحر (غير التابع لجمعية العلماء) كانت تتولاه مؤسسات خاصة قبلت بتطبيق مرسوم ٢٧ نوفمبر ١٩٤٤ الذي ينص على التعليم الإسلامي الخاص والقاضي بتدريس خمسة عشرة ساعة للغة الفرنسية في الأسبوع لتلاميذها مع قبولها بمراقبة فرنسية لسير التعليم فيها، ولاحظ التقرير أن عدد التلاميذ في هذه المدارس قليل، دون إعطاء أرقام (١).
بالإضافة إلى التعليم الرسمي بمستوياته المختلفة والتعليم الخاص والحر. هناك المدرسة الفلاحية الجزائرية التي تطورت عن المعهد الفلاحي الجزائري سنة ١٩٤٦، ويعود تاريخ هذا المعهد إلى سنة ١٩١٨، كانت المدرسة ملحقة بوزارة الفلاحة، وتقبل التلاميذ بمسابقة، وتمنح دبلوم مهندس فلاحي، وغايتها تكوين كبار المسيرين في الفلاحة لشمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، وتكوين خبراء في الاقتصاد والتعمير في أقطار ما وراء البحار، وهذا النوع يسمى تعليما عاليا، وللمدرسة رسالة أخرى وهي البحث والدراسة، فهي تضم مخابر وتجهيزات تجري أبحاثا في مركز الحراش للأبحاث الزراعية، وينشر الأساتذة والباحثون نتائج بحوثهم في منشورات المعهد الفلاحي، أما، التعليم الفلاحي فهو في الجزائر على ثلاثة أنواع: ابتدائي ومتوسط وعالي، وللتعليم المتوسط مثلا خمس مدارس، وقد أشار مصدرنا إلى وجود المعهد