حاجاتهم، أما بالنسبة للطلبة الذين يدرسون في البلدان الأوروبية فإن أغلبهم يتمتعون بمنح كافية، وهذه المنح تدفعها حكومات تونس والمغرب وغيرهما، أما المشكل الحقيقي فيكمن في طلبة تونس، فهم يعانون من الفقر، والقليل منهم يحصل على إعانة عائلية، والغالبية من الطلبة لا تعيش إلا على ما تقدمه هيئة الإغاثة الجزائرية، وهو قليل (١).
وفي نفس الحديث ذكر الشيخ المدني مختلف التخصصات التي كان يدرسها الطلبة الجزائريون، فطلبة تونس يدرسون في أغلبهم برنامج التعليم الزيتوني والمواد التي تدرس في المدرسة الخلدونية، أي أنهم يدرسون العلوم العربية والإسلامية التقليدية مع تطعيم حديث، أما الطلبة في أوروبا فيتلقون تعليما عصريا (أي العلوم والتكنولوجيا)، والواقع أن بعض هؤلاء الطلاب كانوا يدرسون أيضا علوما تقليدية ومواد أدبية، وأما طلبة المشرق العربي فأغلبهم يدرس المواد الأدبية والتاريخ والحقوق والتربية، وأضاف الشيخ بأن الحكومة المؤقتة جادة في توجيه هؤلاء الطلبة (طلبة المشرق) إلى العلوم العصرية والمتخصصة.
وقد أبدى الشيخ المدني مجموعة من الملاحظات عن حالة الطلبة، ولا سيما طلبة تونس، إن سيرة الطلبة الجزائريين عموما سيرة حسنة في كل مكان يدرسون فيه، والوزارة منشغلة بدراسة حالة الخريجين لسنة ١٩٥٨ - ١٩٥٩ (أول سنة من عمر الوزارة) لتوزيعهم على معاهد التخصص (لأننا نريد علماء كاملين متبحرين في كل علم وفي كل فن)، ولاحظ أن الطلبة أنفسهم يسيرون في الخط المرسوم لهم، وهو أن يكونوا بناة الجزائر المستقلة، وإن المجالات التي يتوجه إليها الطلبة حتى الآن هي المجالات العلمية (البيولوجيا، والتعدين، والهندسة بأنواعها، والكيمياء، والفيزياء ...) وابتداء من هذه السنة (١٩٥٩) بدأت, الوزارة توجه الطلبة لدراسة التخصصات المذكورة سواء في أوروبا أو في المشرق.