العالمية، لأن الذين كتبوا عن الثورة لم يتمكنوا من دخول مدارسها، بصفتهم من الأجانب، ولو أنهم تمكنوا من كتابة تحقيقات عن جيش التحرير من الداخل، وأهم شيء يتعلمه (الطالب) في هذه المدارس العسكرية هو التدريب على استعمال السلاح، وللمدرسة ضابط مسؤول هو الذي تولى شرح البرنامج لمراسل المجاهد: عندهم جوالي ثلاثمائة (٣٠٠) شاب بين العشرين والثانية والعشرين سنة، وقد قضوا سنتين أو ثلاثة في ميدان القتال، والهدف هو أن يكونوا ضباطا لجيش التحرير يتمتعون بتكوين عسكري حديث، ويقتضي برنامج التدريب أن يقضوا بين سبعة وثمانية أسابيع كجنود يعملون تسع ساعات يوميا، فيتعلمون مختلف الأسلحة الفردية التي تغنم من العدو، والجنود الطلبة كلهم من المتطوعة، وهم يتعلمون الزحف على البطون مسافة ٨٠٠ متر، والقفز على الجدران، واجتياز الأسلاك الشائكة، واللوحة ذات الخمسة أمتار للسير المتوازن، وقد أضيفت مادة أخرى هي العوائق المكهربة.
تستقبل المدرسة التي زارها مراسل المجاهد الرجال من ثلاث ولايات. وفيها ممرضون ممتازون يتعلمون في قاعة بنفس المدرسة، وكانوا عندئذ حوالي أربعين طالبا، وفي القاعة صور للتشريح الطبي، وهيكل عظمي وأدوات للجراحة وأنواع الأدوية (سمتها الجريدة مكتبة جامعية طبية)، وقد وجد المحقق - المراسل طبيبا يلقي محاضرة عن أولئك الطلبة، فروى له أن طلبته قد انتهوا من دروسهم العسكرية، وهم الآن في مرحلة التخصص في التمريض، وهم يعرفون الاتفاقيات الدولية وقواعد معاملة الأسرى في الحرب، وقد أوردت المجاهد صورة لمجموعة من الطلبة أثناء تكوينهم السريع لإسعاف جرحى المجاهدين.
ولا شك أن هذا النوع من المدارس الذي يشمل التدريب العسكري والتعليم الطبي قد تكاثر كلما ازداد عدد الملتحقين به من جيش التحرير (١).