للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى مستوى آخر شارك طلبة المشرق في مهرجان الشبيبة العالمي الذي انعقد في فارصوفيا (وارسو) في السنة المذكورة أيضا، كما شاركوا في مهرجان الشباب العربي الذي انعقد في الإسكندرية بمصر سنة ١٩٥٦ (١).

وفي هذا التاريخ كان طلبة المشرق قد قطعوا مراحل في تجميع أنفسهم داخل تنظيم يتولى شؤونهم، ولعل بعضهم كان يرى أن إخوانهم طلبة الجزائر وفرنسا كانوا غير أحرار في اتخاذ قرارهم، أو كانوا غير مهتمين بغير أنفسهم، أو أن مستقبلهم مضمون، لأنهم - بالنسبة إلى طلبة المشرق المتقدمين عادة في السن - ما يزالون أغرارا يعيشون نوعا من المراهقة الفكرية، ولكن الأيام أن هذه النظرة كانت خاطئة وأن الإضراب وما تلاه قد برهنا على نضج فكري لدى طلبة الجامعات الفرنسية، وعلى إدخال الطالب إلى معترك الحياة والفصل بينه وبين الحياة الناعمة التي اعتاد عليها. ورغم نضج طلبة المشرق النسبي وانضمامهم المبكر إلى صفوف الثورة. كما لاحظنا، ورغم لعب طلبة تونس والمغرب دورا مبكرا في الكفاح وتهريب السلاح والعمل السري الخطير فإن تنظيم طلبة القاهرة في رابطة قد تأخر إلى


= فوج آخر من الطلبة فكان منهم المدني حواس وعلي عسول ورشيد النجار، ثم تطوع أكثر من ثلاثين طالبا وزعوا على ثلاثة أفواج ولكن ملابسات صحبت هذه العملية جعلت بعض قياديي الثورة كالدكتور الأمين دباغين، يعارضون تطوع الطلبة لا خوفا على حياتهم من العدو ولكن خوفا من العبث بهم نتيجة خلفيات أخرى تتعلق بمعارضي مقررات مؤتمر الصومام الذين كانوا يعتبرون (مشاغبين)، وكان من بين هؤلاء منور
مروش وعبد القادر بن قاسي، وهما على التوالي رئيس رابطة الطلبة الجزائريين في القاهرة والأمين العام لها، كانت عملية التطوع الأخيرة قد جرت سنة ١٩٥٧ بطلب من العقيد أوعمران الذي حضر إلى القاهرة والتقى الطلبة، هذه الأفكار استفدت بها من ورقة كتبها محمد بلعيد عن رابطة الطلبة الجزائريين في المشرق العربي.
(١) في المهرجان الأول شارك عثمان سعدي ومحمد شيروف وتخلف منور مروش بسبب جواز السفر، وفي المهرجان الثاني شارك حوالي عشرة طلاب منهم منور مروش وأبو القاسم سعد الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>