للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومراكشيون من أمثال الحبيب ثامر والمنجي سليم (تونس) وأحمد بلافريج ومحمد الفاسي وعلال الفاسي (مراكش)، وكانت الجمعية الأخيرة تضم الطلبة المغاربة في الجامعات الفرنسية بما فيها جامعة الجزائر التي كانت تعتبر جامعة فرنسية بحيث يسجل فيها طلبة المغرب وتونس أيضا في الطب والقانون والأدب ... وقد اختارت الجمعية أن تجتمع في حاضرة من حواضر الأقطار الثلاثة كل سنة تقريبا، كالجزائر وتلمسان والرباط وتونس، وحين اجتمعت في تلمسان كانت جلساتها برعاية الشيخ الإبراهيمي، ولهذه الجمعية نشرة تعرضنا إليها في أحد كتبنا (١).

إلى أي حد كانت الثورة تشكل دافعا للطلبة الجزائريين في الجامعات الفرنسية إلى إنشاء الاتحاد؟ هل كان وراء ذلك فكرة قديمة طالما راودت طلائع الطلبة وهي ضرورة إنشاء تجمع طلابي جزائري خارج اتحاد الطلبة الفرنسيين؟ هل كان الدافع هو التميز عن الطلبة الفرنسيين كما فعل - الكشافة والرياضيون والعمال؟ إلى أي مدى أيضا ساهمت الأحزاب وجمعية العلماء في بعث الوعي الوطني لدى الطلاب لكي ينفصلوا عن التنظيمات الفرنسية؟ فنحن إذا عدنا، مثلا - إلى جريدة (الشاب المسلم) نجدها تتميز بخطاب مختلف عن خطاب المنظمات والجرائد الأخرى، فهي جريدة تدعو إلى الوطنية والإصلاح وإلى العروبة والإسلام على غرار ما كانت تدعو إليه البصائر والمنار والجزائر الحرة ...

وكان الشيوعيون الجزائريون قد حاولوا إنشاء تنظيم طلابي ولكنه لم يكن فعالا، وأثناء ذلك كان في تونس أكثر من جمعية للطلبة الجزائريين كما كان طلبة المشرق يتململون ويحاولون تكوين تنظيم يمثلهم. لا شك أن مرور ثمانية أشهر على الثورة قد جعل الشباب الواعي في


(١) الحركة الوطنية ج ٣، أنظر أيضا محمد بلقاسم: التجربة الوحدوية في المغرب العربي، جامعة الجزائر، رسالة ماجستير.

<<  <  ج: ص:  >  >>