تمثل الحياة في المحتشدات (الكازمات)، والأطفال داخل الأسلاك الشائكة، وحياة اللاجئين حيث اقتلع جنود الاحتلال المواطنين من ديارهم فهاموا على وجوههم.
عرض المصور الإيطالي حديثا صوره في معرض بالمكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة، في ديسمبر ٢٠٠٤، وقال بأنه كان يشعر منذ التقط الصور أنه سيصبح شاهدا على ما ارتكبه الاستعمار، لذلك احتفظ بصوره كل هذه المدة، ويقول إنه عندما رجع إلى روما سنة ١٩٥٩ تحدث إلى مواطنه المخرج السينمائي بونتيكورفو عما رأى في الجزائر، وعندما حانت سنة ١٩٦٦ أنجز المخرج المذكور فيلمه (معركة الجزائر) الذي أخذ شهرة عالمية، وقد نشرت جريدة (الوطن) هذا الخبر مع صورة لمجموعة من الأطفال مكتوب تحتها (أطفال المدارس سنة ١٩٥٩)، ويظهر الأطفال في الصورة مختلطين، بنات وبنين، لكن صور البنات تأتي في المقدمة وخلفهن وجوه أطفال ذكور لا تكاد ملامحهم تظهر بينما عيون البنات جاحظات وهن في حيرة على مصيرهن، ولا يدري المرء هل هن ينظرن بدهشة إلى المعلم أو إلى المصور (١).
وكانت المكاتب الإعلامية لجبهة التحرير في العالم تعرض صور اللاجئين وحياة الطلبة والمحتشدات والسجون وآثار النابالم، وغيرها وترسل بها إلى الطلبة الجزائريين ليعرضها في الأحياء الجامعية وفي الأوساط الاجتماعية والدينية، وقد كنت من بين الذين تلقوا، خريف ١٩٦١، مجموعة من الصور من مكتب جبهة التحرير بنيويورك (وعددها اثنتا عشر صورة) فقمت بعرضها في مهرجان طلابي دولي بجامعة منيسوتا بالتعاون مع أخوين من المغرب أحدهما هو محمد بن عيسى (وزير الخارجية الحالي) والآخر هو الفنان محمد المليحي. شارك عدد من الرسامين الجزائريين في معرض باريس (قاعة ليليان. أبريل ١٩٥٥) وكلهم كانوا، رغم اختلاف اتجاهاتهم الفنية، أصلاء في فنهم.