للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحتلال الألمان لباريس، وقارن ذلك بما كان يجري في بلاده على يد الاستعماريين .. وبعد رجوعه إلى الجزائر التحق بالكتانية حيث بقي عاما، قبل أن يلتحق بجامع الزيتونة بتونس، هذه التحركات التي قام بها بين البلدان الثلاثة ما زلنا لا نعرف دوافعها، فهل هي دوافع مادية أو تعليمية أو هي مجرد صدفة ومغامرة؟

بقي ابن هدوقة أربع سنوات في تونس حيث درس الأدب والفنون الدرامية في المعهد الخاص بذلك، وربما كان في هذه الأثناء عضوا في حزب الشعب. وعلى كل حال فقد ترأس جمعية الطلبة الجزائريين في تونس، ثم رجع إلى الجزائر عام الثورة وفي قسنطينة قام بتدريس الأدب في المعهد الكتاني، ولما كان عضوا في الحركة النضالية فقد أحس بيد الاستعمار تتبعه، فسافر إلى فرنسا من جديد في نوفمبر ١٩٥٤، واهتم فيها بالأدب والإنتاج الدرامي، فأخذ يكتب المسرحيات التي كانت تذاع في المحطات المتوفرة التي ربما منها الإذاعة الفرنسية بالعربية، ويقال إنه عمل مخرجا في هذه الإذاعة أيضا، وفي سنة ١٩٥٨ التحق بتونس من جديد وتفرغ للأدب وكتب تمثيليات عديدة وعمل في الإذاعة التونسية.

ومن نتائج عمله في هذه الأثناء كتابة المجموعة القصصية (الكاتب وقصص أخرى) التي عبر فيها عن معاناته، وبعد الاستقلال رجع إلى الجزائر واشتغل في الإذاعة الوطنية، وتابع العمل الأدبي فصدرت له المجموعات القصصية التالية: ظلال جزائرية، والأشعة السبعة، وأهم أعماله الروائية: ريح الجنوب، ونهاية الأمس، وبان الصبح، وظهر له في الشعر (الأرواح الشاغرة) التي تذكرنا بكتابات جبران والتي تحتوي على الشعر المنثور.

وله في النثر (الجزائر بين الأمس واليوم)، ومن الملاحظ أن ما صدر له في عهد الثورة هو مجموعاته القصصية، أما رواياته فقد صدرت بعد الاستقلال، ولذلك فهي خارج موضوعنا هنا (١).


(١) أحمد دوغان، شخصيات من الأدب الجزائري .. م، و، ك، الجزائر، ١٩٨٩، ص ١١٨ =

<<  <  ج: ص:  >  >>