كليهما كان خاضعا للقمع الأول تحت الإقامة الجبرية والثاني في غياهب السجن، واغتيل الأدباء حوحو وبوشامة والعقون والعمودي والزاهري ... ولكن الساحة لم تبق فارغة فقد حل بها جيل جديد في قامة من كنا نصفهم والذين رفعوا الراية في الشعر والقصة والرواية والمقالة في محافل تونس والمغرب والمشرق العربي .. ومع ذلك فأغلبهم بقي يدور في فلك النظام الجديد الذي قام بعد الاستقلال بأطيافه المختلفة، ولم يصعد إلى العالمية منهم سوى اثنين أو ثلاثة، أما الآخرون فقد جنى عليهم الحزب الواحد الذي انتموا إليه عن خوف أو طمع، فظلوا يدورون في فلكه ويتنفسون برئتيه، والحزبية والتحزب قيد للفكر والأدب، وهو القيد الذي تخلص منه أغلب أدباء التعبير بالفرنسية.