للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مثل يومك تكرم الأعياد ... وبيوم عيدك يعذب الإنشاد

المغرب العربي أنت جناحه ... حرك جناحك يصعد المنطاد

ولتشهد الدنيا هنالك وحدة ... جبارة تفتح لها الآباد

شعب الجزائر قام يبني صرحها ... بدمائه، والحادثات شداد (١)

كما شارك مفدي زكرياء أهل المغرب الأقصى في استقلالهم وهنأ الملك بالنصر، وحين تعرض المغرب للزلزال عزى أهله، وقد وقع الزلزال في أغادير عام ١٩٦٠، وعنوان قصيدته (أغادير الشهيدة)، وقد نوع قوافيها وعزى بها من أسماهم (حماة المغرب):

اضطرب يا بحر واخفق يا فضا ... واحتدم يا خطب وانزل يا قضا

وارجفي يا أرض أو لا ترجفي ... أنا في المحنة لا أدري البكا

ويظهر الشاعر في هذه القصيدة ناظما فقط، لأن عنصر الصدق يعوزها كما أن عاطفتها ضعيفة ولغتها تقليدية ولا ترقى إلى شعره المعروف بالتوتر والشحنات المتفجرة كما في قصائده الثورية ولا حتى في مستوى شعره الذي قاله في الملكين محمد الخاس والحسن الثاني (٢).

يقول مفدي زكرياء في مقدمة ديوانه اللهب المقدس إنه لم يكن يهتم بالصنعة والجمالية بل كان يهتم بالتعبئة الثورية وتصوير وجه الجزائر الثائرة كما هي، (أنظر مقدمة الديوان)، وترى أنيسة بركات أن أبرز الممثلين للحياة الاجتماعية بكل مآسيها هم مفدي زكرياء والخرفي وخمار، ولعلها تقصد تصويرهم لحالة التشريد والقمع الذي عاشته الجزائر أيام الثورة.

لقد كان مفدي زكرياء في سجن البرواقية سنة ١٩٥٧، وله قصيدة قالها عندئذ في الذكرى الثالثة للثورة مطلعها:


(١) المجاهد ٦٤، ٢١ مارس ١٩٦٠، لاحظ أنه لم يأت فيها على ذكر الرئيس بورقيبة، كما أنها من قصائده القصار.
(٢) المجاهد ٦٣، ٧ مارس ١٩٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>