للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد العيد المغرب بعودة السلطان ظافرا وبالوعد بالاستقلال، ونشر قصيدته الجميلة في البصائر سنة ١٩٥٥، وهي التي مطلعها:

أطل البدر وضاح الجبين ... فعم الأفق بالنور المبين

وعاد إلى مطالعه مشعا ... كأن لم ينأ عتها منذ حين

فقل لقوافل الأحزاب سيري ... على إشعاعه وبه استعيني

وقل للمغرب الأقصى هنيئا ... لقد شرفت بالعلق الثمين

بدا استقلالك الموعود فاحمل ... وظائفه وخذها باليمين

كما عرفنا أنه نشر قصيدة نجهل موضوعها في يناير ١٩٥٥ أي بعد شهرين فقط من انطلاق الثورة دون أن نعرف موضوعها (١).

وأثناء إقامته الجبرية في بسكرة نظم قصيدتين غير منشورتين إلا في ديوانه بعد الاستقلال، وفيهما قليل من السياسة وكثير من المناجاة الحزينة والشكوى من حاله، مع الأمل الذي لا يفارقه في حصول بلاده على حريتها، الأولى مناجاة الطائر أبي بشير والثانية مناجاة جبل أبي منقوش، وقد نظم هذه في سنة ١٩٥٩، أما الأولى التي لا نعرف لها تاريخا فقد توقع فيها قرب إطلاق سراحه وتحرير الشعب رغم الضحايا والشهداء:

جزمت بقرب إطلاق الأسير ... غداة سمعت صوت (أبي بشير)

أناجيه بآمالي وحالي ... وأستفتيه عن شعبي الكسير

كما ناجى الأمير أبو فراس ... حمامته بشعر مستثير

فقال لقد أتيتك من بعيد ... فاصغ إلي وأرو عن خبير

كما أصغى سليمان قديما ... إلى أنباء هدهده الصغير

سيحمد شعبك العقبى قريبا ... ويحرز نصره بيد القدير

ويشهد بعث دولته فيرض ... ويحظى بالهلالي المنير


(١) الجابري، النشاط العلمي ... يقول الجابري إن القصيدة منشورة في مجلة الندوة التونسية.

<<  <  ج: ص:  >  >>