فطلب منه أن يرسل إلي بعض شعره وصورته ونبذة من حياته، ولاحظ الزناقي في رسالته أن الجزائريين منطوون على أنفسهم ولذلك فأنا قد فعلت خيرا في نظره، حين عزمت على الكتابة عن أدبهم، ثم ذكر نبذة من حياته هو، فقال إنه من مواليد تلمسان عام ١٩٣٤ وإنه دخل مدرسة دار الحديث ودرس فيها على عبد الوهاب بن منصور، وبعدها توجه إلى معهد ابن بادس بقسنطينة حيث بقي أربع سنوات حصل بعدها على الشهادة الأهلية من الزيتونة بتونس، ثم وفد إلى المشرق العربي، دون أن يقول كيف حصل ذلك، ودرس بدار المعلمين الابتدائية بحلب (١).
أما عن الشعر فقد قال الزناقي إنه لم يجربه إلا منذ ثلاث سنوات، وإنه قد تأثر بعدد من الشعراء الرومانسيين والاجتماعيين أمثال الشابي، وعلي محمود طه، وحافظ إبراهيم ... وإن له عدة قصائد منها ما هو في صميم الثورة وما هو حول القضية العربية، ومن قصائده في الثورة تلك التي أسماها (منبع الثورة) والتي جاء فيها:
من نسيم الصبح من نبع الضياء ... من عيون الفجر من دمع السماء
من ظلام الليل من زوبعة ... تلفح الأيام من صوت البكاء
من سكون الكوخ من مقبرة ... فوق أرض الله ملأى بالشقاء
نبعت ثورتنا جارفة ... تربة الظلم وأوحال الشتاء
ولدت يوم ولدنا وأتت ... أرضنا تلبسها ثوب الإباء
وللزناقي حسب ما جاء في مراسلته، قصيدة في مدينة بور سعيد بعد العدوان عليها سنة ١٩٥٦ شارك بها في مهرجان عقد بحلب ونوه فيها بدور جمال عبد الناصر وأشاد بالأمة العربية، وله قصيدة في الخمرة الصوفية على شكل موشح.
(١) مدرسة دار الحديث في تلمسان أنشئت سنة ١٩٣٧، وكانت الحركة الحركة الإصلاحية في تلمسان بقيادة الشيخ الإبراهيمي بين ١٩٣٢ و ١٩٤٠، وبعد الإبراهيمي تولى إدارتها الشيخ محمد الصالح رمضان.